لم يدر بخلد راعية الغنم وهي تتجول في صحراء بلدة الكهفة، الواقعة على 170 كلم جنوب شرق حائل في السعودية، وهي تنظر لوجه إنسان منحوت بشكل بائس سبب لها فزعًا لتعود وتخبر والدها عن وجه إنسان وجدته بين الصخور.
وتعود القصة إلى عام 1974 عندما سلم مواطن قطعة لا تقدر بثمن لمركز الإمارة في الكهفة، لتكون واحدة من أهم القطع الأثرية في السعودية، وتجوب العالم، وتصدر مجلات الإكتشافات الأثرية العالمية.
وتمثل القطعة لنحت وجه إنسان يعيش المعاناة بكافة تفاصيلها، وبوجه يكسوه الحزن بشكل ظاهر، قلما يستطيع أي فنان تصويره بهذا الشكل البارع بعينين غائرتين، فيما يعتبره بعض الآثاريين أنه رمزية الموت.
وبحسب المعلومات الأثارية، فإن القطعة تمّ نحتها قبل نحو 6 آلاف عام من الوقت الحالي، على حجر رملي بتفاصيل مذهلة، تمثل المعاناة والبؤس الذي حل بهذا النحات.
ورغم أن رجل المعاناة قد دار حول العالم في رحلة للتعريف بآثار السعودية، حيث زار الولايات المتحدة واليابان وعددًا من الدول القارة الأوروبية والصين.
وتوقف العديد من المهتمين والزوار أمام تحفة فنية هائلة نفذت في العصر الحجري لتصور معاناة عمرها بآلاف السنين وهو ما يتخيله المشاهد لهذه القطعة الفنية.