أُدين الهاكر الفنلندي ألكسانتيري كيفيمكي بتهمة القرصنة ومحاولة ابتزاز شركة تدعى "فاستامو "وعملائها، إذ شكل اختراق "فاستامو" أكبر جريمة في تاريخ فنلندا من حيث عدد الضحايا، وقد أثارت محاكمة كيفيمكي اهتمام البلاد. وأدى الاختراق إلى نشر البيانات الخاصة لعشرات الآلاف من الأشخاص على الإنترنت، بينهم مسؤولون حكوميون ومشاهير.
والأهم من حجم الجريمة، أن طبيعة المعلومات هي التي جعلت هذه الحادثة بمثابة صدمة وطنية. إذ تحتوي قاعدة بيانات المرضى التي سرقها كيفيمكي من "فاستامو" على ملاحظات مكتوبة من المعالجين، وسجلات مفصلة للأسرار التي ناقشها المرضى في جلساتهم. وقارن أحد السياسيين الفنلنديين البارزين التأثير الوطني للاختراق بالهجوم الإرهابي.
وحكمت المحكمة الفنلندية قبل أيام على الرجل الذي يبلغ من العمر 26 عاماً بالسجن لمدة ست سنوات وثلاثة أشهر بتهمة اختراق آلاف سجلات المرضى في مركز "فاستامو" للعلاج النفسي وطلب فدية من بعض المرضى بعد حصوله على بيانات حساسة.
وأثارت القضية غضباً واسعاً في الدولة الاسكندنافية، حيث قدم عدد قياسي من الأشخاص، حوالي 24000 شخص، شكاوى جنائية إلى الشرطة.
وفي شهر شباط 2023، ألقت الشرطة الفرنسية القبض على كيفيمكي، الذي كان يعيش بهوية مزيفة بالقرب من باريس. وتم ترحيله إلى فنلندا. وانتهت محاكمته الشهر الماضي.
وقالت المحكمة إن كيفيمكي مذنب، من بين أمور أخرى، بانتهاك البيانات، وما يقارب 21000 محاولة ابتزاز وأكثر من 9200 عملية نشر لمعلومات تنتهك الحياة الخاصة.
ووصفت المحكمة الجرائم بأنها "وحشية" و"ضارة للغاية". وبحسب الاتهامات، اخترق كيفيمكي في عام 2018 نظام المعلومات الخاص بمركز "فاستامو" وقام بتنزيل قاعدة بياناته التي تضم حوالي 33000 عميل.
يذكر أنه كان لشركة "فاستامو"، التي أعلنت إفلاسها في عام 2021، فروعاً في جميع أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 5.6 مليون نسمة.
وقال ممثلو الادعاء إن كيفيمكي طلب أولاً من فاستامو أن تدفع له مبلغًا يعادل حوالي 396 ألف دولار من عملات "البيتكوين" مقابل عدم نشر سجلات المرضى.
وعندما رفض المركز، بدأ كيفيمكي في عام 2020 في نشر معلومات المرضى على الإنترنت المظلم أو "الدارك ويب" وأرسل رسائل للمرضى يطالب فيها بفدية قدرها 200 يورو أو 500 يورو. وقال ممثلو الادعاء إن حوالي 20 مريضاً دفعوا له بالفعل.
ومن جهته، نفى كيفيمكي جميع التهم. وقال محاميه إنه من المرجح أن يستأنف الحكم. وكان الادعاء قد طالب بالسجن لمدة تبلغ سبع سنوات، وهو الحد الأقصى لمثل هذه الجرائم بموجب القانون الفنلندي.
وذكرت صحيفة "إيلتا سانومات" الفنلندية في عام 2022 أن كيفيمكي أُدين لأول مرة عندما كان في الخامسة عشرة من عمره بعد اختراقه أكثر من 50 ألف خادم باستخدام برنامج قام بتطويره.
وفي الولايات المتحدة، أُدين أيضاً في قضايا قرصنة تتعلق بالقوات الجوية الأميركية وشركة "Sony Online Entertainment".