إقتصاد

عمالقة وول ستريت يطلقون صافرات الإنذار ويحذرون من انهيار أسواق الأسهم

عمالقة وول ستريت يطلقون صافرات الإنذار ويحذرون من انهيار أسواق الأسهم

وول ستريت

تتعالى التحذيرات من أن الارتفاع المستمر في أسعار الأسهم الأميركية سيتعثر. حيث أصدر المحللون الاستراتيجيون في غولدمان ساكس، ومورغان ستانلي، وسيتي غروب، رسائل جديدة بشأن احتمالية حدوث صدمات سلبية لتقويض سلسلة المكاسب.

وحدد الاستراتيجيون، العوامل وراء تغير رؤيتهم لسوق الأسهم، سواء بسبب انتشار سلالة دلتا من فيروس كورونا، أو تعافي النمو العالمي الضعيف، أو تحركات البنوك المركزية للخروج من برامج التحفيز في عصر الوباء، وجميعها عوامل تشكل مخاطر.

من جانبه، قال العضو المنتدب لاستراتيجية المحفظة وتخصيص الأصول في غولدمان ساكس، كريستيان مولر جليسمان: "أدت التقييمات المرتفعة إلى زيادة هشاشة السوق". "إذا كان هناك تطور سلبي جديد، فقد يولد صدمات نمو تؤدي إلى تقليل المخاطر بشكل سريع".

وأصبحت مراكز الشراء شديدة الصعود، حيث فاق عدد صفقات الشراء في S&P 500 عدد صفقات البيع بحوالي 10 إلى 1. ومن المرجح أن يواجه نصف هذه الرهانات خسائر عند انخفاض المؤشر بنسبة 2.2%.

وحذر الخبراء الاستراتيجيون في سيتي غروب بقيادة كريس مونتاجو من أنه حتى التصحيح البسيط يمكن تضخيمه من خلال التصفية القسرية لمراكز الشراء الهامشي المفتوحة حالياً.

فيما قلص مورغان ستانلي الوزن النسبي للأسهم الأميركية إلى الأسهم العالمية المتدنية إلى وزن متساوٍ يوم الثلاثاء، مشيراً إلى "مخاطر كبيرة" للنمو حتى أكتوبر. وفي الوقت نفسه، قالت مجموعة كريديه سويس غروب، إنها تحتفظ بتخفيض ضئيل في الأسهم الأميركية لأسباب مثل التقييمات المرتفعة والمخاطر التنظيمية.

في حين لا يتوقع أحد حدوث عمليات بيع حادة، إلا أن الانغماس في الأسهم ترك المستثمرين مدداً أكثر من اللازم وعرضة لأي تلميح من الأخبار السيئة.

فبعد سبعة أشهر متتالية من المكاسب في مؤشر S&P 500 - الأطول منذ يناير 2018 - يرى الكثيرون أن الأسهم جاهزة للتراجع في شهر سبتمبر.

من جانبه، قال المحلل الاستراتيجي لإدارة الأصول في مورغان ستانلي، أندرو شيتس: "ستكون لدينا فترة ستكون فيها البيانات ضعيفة في سبتمبر في الوقت الذي تزداد فيه مخاطر متغير دلتا وإعادة فتح المدرسة".. "إذا ظلت البيانات ضعيفة، فإن تقييمات السوق لم تراجع نفسها كما حدث في أجزاء أخرى من الاقتصاد".

يُنظر إلى المستثمرين الأفراد على أنهم القوة الرئيسية وراء المكاسب الأخيرة. لقد استثمروا ما يقرب من 30 مليار دولار من السيولة في الأسهم الأميركية وصناديق الاستثمار المتداولة في شهري يوليو وأغسطس، وهو أكبر قدر في فترة شهرين، وفقاً لـ جي بي مورغان. ويمكن أن يكونوا أيضاً حجر الأساس الذي يمكن أن يحافظ على استقرار السوق، طالما كان ذلك سهلاً.

وكتب المحللون الاستراتيجيون العالميون في جي بي مورغان بمن فيهم نيكولاوس بانيجيرتزوغلو في مذكرة في الأول من سبتمبر: "كان المستثمرون الأفراد يشترون الأسهم وصناديق الأسهم بوتيرة ثابتة وقوية تجعل تصحيح الأسهم يبدو غير مرجح إلى حد ما". وأضاف، "يبقى أن نرى ما إذا كان التغيير القادم في سياسة الاحتياطي الفيدرالي سيغير موقف المستثمرين الأفراد تجاه الأسهم".

سيتم اختبار هذه المواقف في النهاية من قبل صانعي السياسة في الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي الذين يضعون الأساس لتقليص برامج شراء الأصول. كما أن المتداولين لا يتوقعون أي أخبار عن تباطؤ سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى نوفمبر على الأقل، واستبعدوا رفع أسعار الفائدة، إلا أنه لم يمض وقت طويل منذ أن أدت رفع أسعار الفائدة إلى إعاقة سوق صاعدة أخرى مستعرة في عام 2018.

فيما تشير الإشارات الفنية أيضاً إلى حدوث تراجع، حيث يشير الزخم والتقلب إلى ارتفاع درجة حرارة المؤسسات، وفقاً لتحليل أجرته بلومبرغ إنتليجنس.

قالت كبيرة مسؤولي الاستثمار في مورغان ستانلي لإدارة الأصول، ليزا شاليت، في مذكرة: "المشكلة هي أن الأسواق يتم تسعيرها على أنها مثالية رغم هشاشتها، خاصة أنه لم يكن هناك تصحيح أكبر من 10% منذ أدنى مستوى في مارس 2020".

وكتبت أن لجنة الاستثمار العالمية التابعة للبنك تتوقع تراجع سوق الأسهم بنسبة 10% إلى 15% قبل نهاية العام.

وأضافت، "أن قوة مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية خلال أغسطس والأيام القليلة الأولى من سبتمبر، والتي دفعت إلى المزيد من المستويات المرتفعة الجديدة اليومية والمتتالية في مواجهة التطورات المقلقة، لم تعد بناءة"، حيث قالت: "ضع في اعتبارك جني الأرباح في صناديق المؤشرات"، حيث تغاضت مؤشرات الأسهم عن عودة ظهور وباء كورونا، وتراجع ثقة المستهلك، وارتفاع أسعار الفائدة، والتحولات الجيوسياسية الكبيرة".

العربية

يقرأون الآن