و بحسب الباحثين ، فقد عانى معظم الذين أصيبوا و تعافوا من فيروس كورونا من الانتكاسات ، و التي تمثلت في الإجهاد و ضبابية الدماغ ، و قد قالوا أن الكثير منهم لا يزالون غير قادرين على العمل بكامل طاقتهم كما كانوا يفعلون قبل الإصابة بالفيروس التاجي .
و قد كتبت أثينا أكرامي ، كبيرة مؤلفي الدراسة و عالمة الأعصاب في جامعة كينجز كوليدج لندن ، في تغريدة لها على تويتر : " نعتقد أنه من الضروري في هذا الوقت أن نقوم بجمع و تقديم مجموعة بيانات شاملة تعكس تجارب المرضى الذين يعانون من الأعراض طويلة المدى بعد الإصابة بفيروس كورونا ".
تجدر الإشارة إلى أن معظم مرضى فيروس كورونا يتعافون من الإصابة في غضون أسابيع قليلة من تشخيص إصابتهم بالفيروس ، لكن عددا متزايدا من الأشخاص قد أبلغوا عن وجود أعراض استمرت لأشهر طويلة ، و التي أثرت على عدد من الأعضاء الداخلية للجسم أيضا . و لذلك ، تعد هذه الدراسة الجديدة التي لم تتم مراجعتها من قبل الأقران بعد ، واحدة من أكبر الدراسات التي تدرس هذه الأعراض و التأثيرات طويلة المدى للفيروس التاجي .
خلال الدراسة ، تم جمع معلومات من أكثر من 3700 شخص من 56 دولة حول العالم ، و الذي كانوا قد أصيبوا بفيروس كورونا في الفترة الواقعة ما بين بين شهر 2019 و شهر مايو 2020 . و بشكل عام ، سجلوا 205 عرضا مرضيا استهدفت 10 أعضاء من الجسم ، و تم تتبع 66 عرضا استمر على مدى 7 أشهر من التشخيص بالإصابة . ففي المتوسط ، عانى المشاركون في الدراسة من تسعة أعراض مختلفة استهدفت أعضاء مختلفة في الجسم .
فقد عانى حوالي 65٪ من المشاركين من الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل ، و غالبا ما أبلغوا عن الإرهاق و التوعك بعد ممارسة الرياضية أو أي نشاط بدني و ضبابية الدماغ ، لكنهم سلطوا الضوء أيضا على الأحاسيس العصبية و الصداع و مشاكل الذاكرة و آلام العضلات و الأرق و خفقان القلب و ضيق التنفس و الدوخة و اختلال التوازن و مشاكل الكلام . في حين شملت الأعراض الأقل شيوعا شلل الوجه و الحساسية الجديدة و النوبات و ضعف البصر و السمع و فقدان حاسة التذوق و الشم لفترة طويلة .
كما و قال حوالي 45٪ من المشاركين في الادراسة أنهم ما زالوا بحاجة إلى جدول عمل مخفض ، و قال 22٪ أنهم لم يعودوا للعمل على الإطلاق بسبب مشكلاتهم الصحية المستمرة .
بالإضافة إلى ذلك ، نظرا إلى أنه قد تم تجنيد المشاركين في الدراسة من مجموعات الدعم و الخبراء الصحيين ، فإن البيانات لا تمثل بالضرورة المجموعة الكاملة فيروس كورونا الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد . و مع ذلك ، تقدم الدراسة لمحة عن الصراعات المستمرة التي قد يواجهها مرضى فيروس كورونا حتى بعد تعافيهم .
و قد قال داني التمان ، أستاذ علم المناعة في جامعة إمبريال كوليدج لندن ، لصحيفة الغارديان : " إن هذا فصل لم يتم كتابته بعد في الكتب المدرسية الطبية ، و بالكاد تم نشر أي أوراق بحثية رئيسية حول هذا الأمر حتى الآن . حيث أن جزء من التقدم الذي أحرزته هذه الدراسة هو ببساطة إدخال أعداد كبيرة و إحصائيات إلى الإحساس السردية الحالي بما يحدث ، فهو أمر جديد علينا . كما أنه لا أحد يستطيع معالجة الحالة حتى نتمكن من سرد ما يحدث بشكل أفضل و مفصل ".
الجدير بالذكر أن مؤلفي الدراسة قد دعوا إلى القيام ببرامج متابعة طويلة الأمد لرعاية المرضى و القيام بدراسات إضافية لفهم التأثير الكامل لفيروس كورونا التاجي المستجد على الدماغ و الجسم . كما و وجدوا أن الأعراض العصبية طويلة المدى بدت شائعة أيضا حتى بين المرضى الذين يعانون من أعراض مرضية خفيفة .