أعلن أربعة مسؤولين أميركيين لموقع "بوليتيكو" أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس تعيين مسؤول أميركي ليكون كبير المستشارين المدنيين لقوة معظمها فلسطينية عندما تنتهي الحرب في قطاع غزة.
في إشارة إلى أن الولايات المتحدة تخطط للمشاركة بشكل كبير في تأمين اتفاق ما بعد الحرب، كما يقول الموقع الأميركي.
وقالت المصادر للموقع إن المستشار المدني سيكون مقره في المنطقة وسيعمل بشكل وثيق مع قائد القوة، الذي سيكون إما فلسطينيا أو من دولة عربية.
وأضافت: "ولا تزال واشنطن تناقش حجم السلطة الرسمية التي سيتمتع بها هذا المستشار، لكن جميع المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم للحديث عن تفاصيل المناقشات الحساسة للغاية، أكدوا أن ذلك جزء من خطة للولايات المتحدة للعب دور "بارز" في انتشال غزة من الفوضى اليائسة"، على حد تعبير الموقع الأميركي الشهير.
وتابعت المصادر للموقع: "تُظهر المناقشات الخاصة بين البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية بشأن دور المستشار – والتي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا – أن إدارة بايدن تتوقع أن تكون في قلب ما يحدث لغزة بعد فترة طويلة من هدوء الأسلحة. وبالتالي فإن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة جزئياً عما سيأتي بعد ذلك، بما في ذلك تحسين حياة 2.2 مليون فلسطيني يعانون في الأراضي المدمرة".
وأكد المسؤولون أن المستشار لن يدخل غزة نفسها أبدا – في إشارة إلى الرغبة في تجنب أي إيحاء بأن الولايات المتحدة ستملي مستقبل المنطقة.
وأشار مسؤولان إلى أن المستشار قد يكون متمركزا في سيناء، وقال آخر إنه قد يكون في الأردن. كما تم تداول اقتراح المستشار وقوة حفظ السلام في الإدارة السرية منذ أشهر.
وبحسب بوليتيكو: "الولايات المتحدة هي بالفعل لاعب رئيسي في الصراع، حيث تدعم الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس بينما تضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. والآن، خلال مرحلة تخطيط مكثفة، تعمل الإدارة على جمع شركاء متعددين داخل الولايات المتحدة وخارجها للالتقاء حول أفكار لتحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب - أي الحفاظ على الأمن وتجنب التمرد الذي يمكن أن يغرق القطاع في المزيد من الاضطرابات".
وأضاف المسؤولون الأربعة إن خطة المستشار هي واحدة من العديد من السيناريوهات التي تم طرحها لسيناريوهات "اليوم التالي"، والتي تشمل سيناريوهات أخرى تركز على تنمية اقتصاد غزة وإعادة بناء المدن المدمرة. وفي حين أن العديد من الخطط تتضمن نوعا ما من قوة حفظ السلام، إلا أن المناقشات لا تزال محتدمة حول تشكيلها والسلطات التي ستمنح لها".
وقال مسؤول كبير في الإدارة: "لقد تحدثنا عن عدد من الصيغ المختلفة لنوع ما من قوات الأمن المؤقتة في غزة، وتحدثنا مع الكثير من الشركاء حول كيف يمكن للولايات المتحدة أن تدعم ذلك".
وأضاف المسؤولون أن وقف إطلاق النار وإعادة المحتجزين يجب أن يأتي أولاً، وهو أمر صعب مع توقف المفاوضات بين إسرائيل وحماس دون أي علامة على استئنافها.
وذكر مسؤول ثان أن إدارة بايدن تحاول إقناع دول عربية مثل مصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة بالانضمام إلى قوة حفظ السلام، حيث تطالب دول المنطقة باستمرار بأن يكون للولايات المتحدة يد ثقيلة في مستقبل غزة بعد الحرب، على حد تعبير المسؤول.
وعما تريده الدول العربية من الولايات المتحدة قال: "سيكون من الأسهل إقناعهم بالمجيء إذا كنا هناك نلعب دوراً، ونحن مستعدون للعب هذا الدور".
ولفت الى أن هناك أيضًا اتفاقًا واسع النطاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل والجهات الفاعلة الإقليمية للمساعدة في تشكيل مجلس فلسطيني يضم فلسطينيين من غزة ليكون بمثابة هيكل حكم مؤقت.