دولي

مدينة رفح.. شريان حماس الذي يقلق اسرائيل

مدينة رفح.. شريان حماس الذي يقلق اسرائيل

تختزل مدينة رفح جنوبي غزة، مآسي الفلسطينيين في القطاع المحاصر الذي يشهد منذ أكثر من نصف عام، حربا مدمرة أودت بحياة عشرارت الآلاف حتى الان.

تقول إسرائيل إن هدفها الأساسي من الهجوم على رفح هو إعادة الرهائن الذين تم اختطافهم في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر خلال هجوم حماس، ومنع الحركة من تنفيذ هجوم آخر على الإسرائيليين.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم مصممون على إغلاق أنفاق تهريب الأسلحة والأشخاص بين غزة ومصر، وإنهاء نفوذ الجماعة الفلسطينية المدعومة من إيران على القطاع، والضغط على حماس للموافقة على صفقة من شأنها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

ويعتقد الإسرائيليون أن العديد من الرهائن الذين يزيد عددهم عن 130، محتجزون في رفح.

ويؤكد العديد من المحللين الإسرائيليين، وفق موقع "اللجنة اليهودية الأميركية" أن الضغط على حماس في رفح قد يجبر المنظمة على الجدية في التفاوض مع إسرائيل وإطلاق سراح الرهائن.

وتعتبر إسرائيل، رفح، المعقل الأخير المتبقي لكتائب حماس العسكرية وقياداتها.

ويرى الإسرائيليون أن هزيمة كتائب حماس المتبقية في غزة أمر ضروري لضمان أن "الجماعة المدعومة من إيران لم تعد لديها القدرة على قتل الإسرائيليين" وفق اللجنة ذاتها.

ويعتقد أن العديد من كبار القادة، بما في ذلك زعيم حماس يحيى السنوار، ربما يتواجدون هناك.

وبينما تعد رفح ذات قيمة استراتيجية في جهود إسرائيل الرامية إلى هزيمة حماس بشكل كامل، فإن حماس تستخدم القطاع بأكمله في عملياتها، كما قال مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق آفي ميلاميد، لصحيفة "ذا هيل" البريطانية.

وقال ميلاميد: "تتصور حماس نفسها كلاعب إقليمي، وإسرائيل بحاجة إلى تقليص حجمها إلى حد لن تتمكن فيه من الاستمرار في لعب هذا الدور".

وتابع "طريقة القيام بذلك تتطلب في الواقع عنصرين رئيسيين، الأول هو سحق العمود الفقري العسكري لحماس بشكل كبير، وهو بالضبط ما تفعله إسرائيل الآن، والأمر الآخر هو تقليص دورها في غزة، وهي في الواقع المرحلة النهائية".

أهمية رفح بالنسبة لحماس

تقع رفح بجوار مصر، وكانت في السابق واحدة من آخر الحدود التي تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة والطريقة الوحيدة التي يمكن للفلسطينيين من خلالها مغادرة قطاع غزة.

لذلك، تنوي إسرائيل تدمير كل الأنفاق التي حفرتها حماس طيلة سنوات حكمها.

وبعد وقت قصير من سيطرة حماس على قطاع غزة، عام 2007، بدأت في حفر الأنفاق، التي تستميت الآن في حمايتها في جميع أنحاء القطاع، ولا سيما الجنوب ناحية رفح.

ومع بقاء قيادتها على حالها إلى حد كبير في رفح، فإن حماس تستطيع بسهولة أن تستخدم المنطقة كقاعدة لإعادة تأكيد سيطرتها على قطاع غزة بالكامل إذا انتهت الحرب.

وقال جوناثان لورد، وهو زميل بارز ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الدراسات الدولية في حديث لمجلة "فورين بوليسي" إن مدينة رفح تبدو مختلفة بعض الشيء عن المدن الأخرى من حيث أهميتها الاستراتيجية لطرفي النزاع.

وقال لورد إن كتائب حماس التي تقاتل في رفح هم من السكان الأصليين للمنطقة، الذين يعتمدون على ممر فيلادلفيا، وهو عبارة عن شبكة كثيفة من الأنفاق.

وقد حاول الإسرائيليون إقامة جدار تحت الأرض لمنع حماس من استخدام الممر، لكنهم لم ينجحوا.

وقال أيضا "على الأرجح حماس متحصنة ومستعدة للقتال من مواقع حيث يمكنها الوصول إلى الأنفاق وإعادة الإمداد والقدرة على التسلل والهروب والتحرك".

وقال محللون إن حماس قد ترغب أيضا في أن يعيق المدنيون في رفح الطريق أمام الإسرائيليين، حيث أن الكثافة السكانية هناك تعيق أي عملية عسكرية دون وقوع خسائر بشرية فادحة وسط المدنيين.

يقرأون الآن