كشفت مصادر "التيار الوطني الحر" لصحيفة "الجمهورية" أنّه "تم ابلاغه وافرقاء آخرين انّ الموفد الرئاسي جان إيف لودريان أتى لإطلاع الافرقاء على حصيلة لقاءاته السابقة في لبنان وهو بذلك اتى لإطلاع اللبنانيين عليها فقط"، مضيفة انه لم يأت "متأبطاً حلاً لفرضه كما انه لا يستطيع التكلم باسم المجموعة الخماسية لأنّ الاميركيين ابلغوا اليه في وضوح "إنك موفد لدولتك اي فرنسا فقط". اما المرة الوحيدة التي نقل فيها لودريان رسالة من الاميركيين فكانت فقط بعد اجتماع وزراء الخارجية في نيويورك، فيما هو اليوم يحمل فقط رسالة بلاده. وفي المقابل ترى المصادر نفسها "انّ لودريان لا يملك وهماً بأنه يستطيع إحداث اي خرق".
وفي سياق متصل أضافت مصادر "التيار" أن "لا نيات سلبية من عدم اللقاء مع لودريان لأنّ الاخير زار التيار، وكذلك زاره السفير الفرنسي هيرفي ماغرو بعد سوء التفاهم الذي حدث إثر اللقاء الشهير في سنتر ميرنا الشالوحي"، موضِحة انّ رئيس التيار النائب جبران باسيل مرتبط بجولة اوروبية سابقة، وقد أبلغ الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بجولته الطويلة عندما التقاه في فلورانس.
وعن تفاصيل اللقاء بين الراعي وباسيل قالت مصادر التيار لـ"الجمهورية" انه تم التشاور والبحث في الموضوع الرئاسي بنحوٍ مفصّل، وكذلك في موضوع وثيقة بكركي وسبل ان تكون وثيقة وطنية بالمعنى الحقيقي للكلمة وأن تؤمّن الضغط اللازم لإتمام الاستحقاق الرئاسي وتأمين الشراكة.
واضافت "ان رئيس التيار لم يطرح اسماء للرئاسة". فيما لم تذكر تلك المصادر اذا ما طرح الراعي بعض الاسماء التي يراها متوافقة مع مواصفات رئيس الجمهورية، مضيفة "انّ الهدف بالنسبة الى رئيس التيار من اللقاء وأهميته، كما قال للراعي، هو إتمام تلك المفاوضات بين الاقطاب والشخصيات والاحزاب المسيحية وأن تنتج أمراً او حلاً ما. اما رئيس التيار فيرى انه يجب على تلك اللقاءات ان تُنتج امرين: الاول، ان تكون الوثيقة وطنية وان لا تأخذ المسيحيين الى مناخات تقسيمية او غيرها. والثاني: ان تكون الوثيقة مُرفقة بسلسلة اجراءات تتّفق عليها الاحزاب ولها طابع ميداني فعلي، حتى اذا استمر الرفض او التأخير في تغييب رئيس الجمهورية وعدم اجراء الانتخابات فلا يمكن مواجهة الرفض بالصمت، واذ قال باسيل للبطريرك "انّ الصمت من دون اجراء عملي يعني ابقاء الوضع على ما هو عليه، اي هيمنة القافلة على انواعها التي تشارك في الحكومة، وهيمنة على قرار رئيس الجمهورية وتغييب المسيحيين والعودة الى ما قبل مرحلة 2005 التي استعاد فيها المسيحيون الحضور والشراكة".
وكشفت المصادر ان "باسيل كان واضحاً في كلامه مع الراعي إذ ميّز ما بين اقتناع الوطني الحر الذي لا رجوع عنه بموضوع دعم المقاومة بأيّ عمل تقوم به للدفاع عن لبنان وتسجيل الموقف السياسي الذي يقول "نحن لا نستطيع ربط الاستحقاق الرئاسي ولا مصير البلد بحروب غزة"، وهذا الموقف ليس موجّهاً الى "حزب الله" من موقع رفض المقاومة بل من موقع إصرار التيار على عدم توريط لبنان في حروب اخرى مع التفهّم الكامل للاسباب الاخلاقية التي تجعل حزب الله في حالة إسناد للفلسطينيين، ولكن لا نستطيع السير بلا أفق الى معركة لا نعرف اين تنتهي ومتى، في وقت قد لا تنتهي الحرب في غزة، فيما نحن نربط أنفسنا والاستحقاق الرئاسي بتلك الحرب، اما أن تعتدي اسرائيل علينا ونحن ندعم الحزب فهذا امر آخر".
وترى المصادر في المقابل ان "الراعي يدرك الوضع وهو يتفهّم محاذير الوضع في لبنان". مضيفة انّ "التيار وممثليه لمسوا من الراعي اكثر من مرة في الجلسات التي انعقدت في بكركي مدى حرصه على ان تكون وثيقة بكركي وطنية وليس وثيقة مسيحية" بحسب "الجمهورية".