دولي

بدايتها إقالة.. تاريخ من التوترات بين أحمدي نجاد وخامنئي

بدايتها إقالة.. تاريخ من التوترات بين أحمدي نجاد وخامنئي

شكل ترشح الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 28 من الشهر الحالي، اليوم الأحد، ضغطاً على المرشد علي خامنئي، لا سيما أن علاقة الرجلين لم تكن دائماً على ما يرام بل تخللها توتر دائم وانتقادات وتحديات.

فقد دأب أحمدي نجاد على تحدي الغرب ومواجهته في السنوات السابقة، لكنه انخرط لاحقا في لعبة أكثر خطورة بكثير في مواجهة المرشد الأعلى، والأسوأ من ذلك أن هذه المواجهة جرت في العلن.

فصل وزير الاستخبارات

فقد بدأت أول مواجهة مباشرة بين الرئيس الأسبق والمرشد عام 2011 عندما قرر أحمدي نجاد فصل وزير الاستخبارات حيدر مصلحي من منصبه.

ولكن ما إن مضت بضع ساعات على قرار الفصل حتى قرر خامنئي حينها دحض القرار وأمر بإعادة مصلحي إلى منصبه، ما وتّر العلاقة بين الرجلين.

إلى ذلك، اتهم الموالون لخامنئي أحمدي نجاد ومستشاريه بالسعي إلى الحد من نفوذ المؤسسة الدينية، وهي ممارسات وصفت بأنها تمثل "التيار الضال".

وعام 2012 أصبح أول رئيس في تاريخ الجمهورية الإسلامية الذي يستدعيه البرلمان لاستجوابه بخصوص سياساته.

أما في 2013 فتم تجميد قدرته على صنع القرارات وتهديده بمساءلته في البرلمان.

انتقده بأبيات من الشعر

وخلال 2012 وجه أحمدي نجاد انتقادات بطرق غير مباشرة أيضاً لخامنئي حينما انتقده على التلفزيون الرسمي بأبيات من الشعر.

كذلك بعدها بسنوات قليلة وفي 2018 انتقد الرئيس الإيراني الأسبق السلطة القضائية في بلاده بحدة، وطال بتصريح ناري المرشد الأعلى، وذلك من أمام محكمة الاستئناف في طهران.

واتهم في أعقاب جلسة في المحكمة مَثُل فيها مساعده حميد بقائي، منع من حضورها، السلطات الإيرانية باغتيال أصحاب المظالم في السجون ومن بعد الزعم بأنهم مدمنون وقد انتحروا.

رسالتان مثيرتان للجدل

وفي ذات العام، نشر أحمدي نجاد رسالتين مثيرتين للجدل وجههما للمرشد علي خامنئي، مشيراً إلى تصريح الأخير وتلميحه الذي طالبه فيه بعدم التحدث في المشكلات الأساسية للبلاد.

كما طالب فيهما بوقف تدخل الحرس الثوري في الاقتصاد، محذراً حينها من تزايد الاستياء الشعبي ضد النظام.

وكتب أحمدي نجاد خطاباً مفتوحاً لخامنئي في 2018 دعا فيه إلى "إصلاحات جذرية" في سلطات الحكومة الثلاث، التنفيذية والتشريعية والبرلمانية، وكذلك في مكتب الزعيم الأعلى.

وفي عام 2021 انتقد الرئيس الإيراني الأسبق تصريحات أحد المقرّبين من خامنئي، والتي تناولت عزمه الترشح للرئاسة.

"سخيفة ومضحكة"

وهاجم المرشد الإيراني دون تسميته، بشأن تصريحاته عن الانتخابات، ووصف نجاد في مقطع فيديو نشره موقع "دولت بهار" التابع له، تصريحات خامنئي بأن المشاركة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت "ملحمة وانتصاراً عظيماً"، بأنها "سخيفة ومضحكة".

يذكر أن أحمدي نجاد لقي دعماً من خامنئي بعدما أثارت إعادة انتخابه في 2009 احتجاجات أسفرت عن مقتل العشرات واعتقال المئات، مما هز السلطة الدينية الحاكمة، قبل أن تقوم قوات أمنية بقيادة الحرس الثوري بإخماد الاضطرابات.

لكن شقاقاً وقع بين الاثنين عندما ناصر أحمدي نجاد، حين كان رئيسا للبلاد، علنا وضع ضوابط لسلطة خامنئي المطلقة.

وأعلن مجلس صيانة الدستور عدم أهلية أحمدي نجاد لخوض انتخابات الرئاسة في 2017.

ضابط سابق في الحرس الثوري

يشار إلى أن أحمدي نجاد ضابط سابق في الحرس الثوري يحاول إعادة تقديم نفسه في صورة السياسي المعتدل من خلال انتقاد المؤسسة الدينية.

واعتمد في الانتخابات السابقة على أصوات الفقراء المتدينين والطبقة العاملة التي ضاقت ذرعا بالضغوط الاقتصادية المتزايدة.

يقرأون الآن