تعترف ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين التي أعلنتها قيادة منظمة التحرير في الخارج، قبل أكثر من 35 عاماً، وهو ما قرّرت ثلاث دول أوروبية، هي إسبانيا والنرويج وإيرلندا، أن تمضي قدماً فيه.
وأدت الحرب المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، في قطاع غزة، إلى إحياء الدعوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبحسب بيانات السلطة الفلسطينية، وإعلانات أصدرتها مؤخراً، حكومات في العالم، اعترفت 146 من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية. وقبل سلوفينيا التي أقرّ برلمانها، الثلاثاء، مرسوماً يعترف بدولة فلسطين، اعترفت ثلاث دول أوروبية أخرى، هي إسبانيا، وأيرلندا، والنرويج، وأربع دول تقع في منطقة الكاريبي بدولة فلسطين، هي جامايكا، وترينيداد، وتوباغو وبربادوس وجزر الباهاما. لكن هذه القائمة لا تشمل معظم بلدان أوروبا الغربية، وأمريكا الشمالية، وأستراليا، واليابان، وكوريا الجنوبية.
وفي منتصف إبريل/ نيسان، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يهدف إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية.
1988: قرارات الاعتراف الأولى
في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988، أي بعد نحو سنة من انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد إسرائيل، أعلن زعيم منظمة التحرير ياسر عرفات، «قيام دولة فلسطين»، وعاصمتها القدس، خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في المنفى في الجزائر. وبعد دقائق، اعترفت الجزائر رسمياً بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وبعد أسبوع، اتخذت أربعون دولة، من بينها الصين، والهند، وتركيا، ومعظم الدول العربية، الخطوة نفسها. تبعتها جميع دول القارة الإفريقية، والكتلة السوفييتية السابقة.
وفي عامي 2010 و2011، اعترفت معظم بلدان أمريكا الوسطى واللاتينية بالدولة الفلسطينية، معبرة بذلك عن ابتعادها عن الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل. ولا تحدّد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إجمالاً ما هي حدود الدولة التي تعترف بها.
2012: دولة مراقب
أطلقت السلطة الفلسطينية التي أنشئت بموجب اتفاقات أوسلو (1993) برئاسة ياسر عرفات، حملة دبلوماسية على مستوى المؤسسات الدولية. لكن عرفات توفي في عام 2004 قبل أن يشهد التصويت التاريخي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، الذي حصل الفلسطينيون بموجبه على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة يحقّ لها، في غياب العضوية الكاملة، وحق التصويت، الانضمام إلى وكالات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية.
وبناء على وضعهم الجديد، انضم الفلسطينيون إلى المحكمة الجنائية الدولية في عام 2015، الأمر الذي سمح بفتح تحقيقات في العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية. ودانت الولايات المتحدة وإسرائيل هذا القرار.
وفتحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» الطريق بمنح الفلسطينيين عضوية كاملة في أكتوبر/ تشرين الأول 2011. وانسحبت إسرائيل والولايات المتحدة من المنظمة في عام 2018، قبل أن تعود الأخيرة في عام 2023.
2014: السويد أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين
أصبحت السويد التي تقيم فيها جالية فلسطينية كبيرة، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بـ«دولة فلسطين» في عام 2014، بعد جمهورية التشيك، والمجر، وبولندا، وبلغاريا، ورومانيا، وقبرص، قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأدى قرار ستوكهولم الذي اتخذ في وقت بدت فيه الجهود المبذولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في طريق مسدود تماماً، إلى سنوات من العلاقات العاصفة مع إسرائيل.
2024: انطلاقة أوروبية جديدة
في خطوة مشتركة، أعلنت إسبانيا وأيرلندا، المنضويتان في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى النرويج، سيرهما على خطى السويد، وانضمت إليها سلوفينيا، الثلاثاء، في حين أن الدول الغربية ربطت على الدوام الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين بالتوصل إلى حل سلمي للنزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
قبل ذلك، في 22 مارس/ آذار، أصدرت الدول الأربع مع مالطا، بياناً قالت فيه إنها «مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين» إذا «كانت الظروف مناسبة».
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في فبراير/ شباط، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية «ليس من المحظورات» بالنسبة إلى فرنسا، لكن باريس تكرر أن مثل هذا القرار الأحادي يجب أن يتخذ «في الوقت المناسب»، وأن «يكون مفيداً ضمن استراتيجية شاملة لحل سياسي». وتحدثت أستراليا بدورها في إبريل/ نيسان عن إمكان الاعتراف بدولة فلسطين.