منوعات

في القديم.. هكذا نفذت عمليات التعذيب والإعدام

في القديم.. هكذا نفذت عمليات التعذيب والإعدام

بعد إعلان ولاية لويزيانا الأميركية إصدار أحكام بـ"الإخصاء الجراحي" ضد الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم اغتصاب بحق الأطفال الصغار، عادت إلى الأذهان أصول هذه العقوبة وتفاصيلها.

ففي حال توقيع الحاكم الجمهوري جيف لاندري (Jeff Landry) عليه ليصبح فاعلا، ستكون لويزيانا أول ولاية تطبق هذا القانون.

كما سيحصل القضاة على حق إصدار أحكام بالإخصاء الجراحي ضد من يدان بارتكاب جرائم جنسية مشددة ضد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة.

إلا أن هذا القانون أعاد للأذهان عددا من طرق التعذيب والإعدام التي اعتمدت قديما ضد المدانين، والتي استمر تطبيق بعضها لحدود القرن التاسع عشر.

الثور الصقلي

ببلاد الإغريق وروما قديما، استخدم الثور الصقلي، المعروف أيضا بثور فالاريس، كإحدى الطرق لتنفيذ أحكام الإعدام بحق المتهمين بارتكاب جرائم خطيرة كالخيانة.

ومثل الثور الصقلي مجسما مصنوعا من البرنز، بعض المصادر أشارت لصنعه من النحاس، وفارغ من الداخل.

كما تميز هذا الثور البرونزي بامتلاكه لفتحة تستخدم لحشر المحكوم بالإعدام داخله وثقوب صغيرة صممت لسماع صراخ الضحية داخله.

ومع حشر المدان داخله، يتم غلق الفتحة وإشعال النار تحت الثور ليحترق بذلك المحكوم بالإعدام داخله تزامنا مع تصاعد رائحة اللحم المشوي بالمكان.

صورة تعبيرية لعملية استخدام الثور الصقلي لإعدام بيريلوسصورة تعبيرية لعملية استخدام الثور الصقلي لإعدام بيريلوس

وبحسب المراجع التاريخية، أمر فالاريس (Phalaris) طاغية أغريجنتو (Agrigento)، بصقلية، ما بين عامي 570 و554 قبل الميلاد، النحات بيريلوس (Perillos) بصناعة هذا الثور. ومع عرض الثور الصقلي عليه، أمر فالاريس بأن يكون النحات بيريلوس أول شخص يعدم بهذا الثور لتجربة مدى فاعليته.

إعدام العشر

خلال فترة جمهورية روما، والإمبراطورية الرومانية بعدها، اتجه الجنرالات لفرض عقوبات قاسية على الجنود أملا في إعادة فرض الانضباط.

وفي حال تخلف الجنود عن أداء مهامهم وفشلهم في صد تقدم العدو بسبب الخوف أو فرارهم من ساحة القتال، لم يتردد الجنرالات في فرض عقاب إعدام العشر.

وبموجب ذلك، يصطف الجنود أمام قائدهم الذي يتكفل بانتقاء جندي من كل عشرة جنود بشكل تلقائي قبل أن يجبر رفاقه بالفرقة العسكرية على قتله إما ضربا أو طعنا بالسيوف والخناجر. إلى ذلك، تتم عملية الانتقاء بشكل غير ممنهج وتلقائي. وبالتالي، كان من العادي أن يعدم جندي قاتل بشراسة بالمعارك على يد زملائه الذين فروا من ساحة القتال.

في الأثناء، تتسبب عملية إعدام العشر في بث الرعب والخوف في صفوف الجنود وتساهم بشكل كبير في إعادة الانضباط.

خلال فترة ثورة سبارتاكوس (Spartacus)، لم يتردد القائد الروماني ماركوس ليسينيوس كراسوس (Marcus Licinius Crassus) في استخدام طريقة إعدام العشر لمعاقبة جنوده وإعادة الانضباط. فضلا عن ذلك، استخدم الإسكندر المقدوني هذا العقاب ضد جنوده خلال حملته على الفرس.

الإعدام والتعذيب باستخدام الفيل

مثل الإعدام بواسطة الفيل، أو كما يسمى أيضا بجونجا راو، وسيلة لتنفيذ أحكام بجنوب شرق آسيا وخاصة ببلاد الهند. وانطلاقا من ذلك، تستخدم الفيلة الآسيوية لسحق الأسرى، أو المتهمين بالخيانة، وتقطيع أوصالهم أو خلال عمليات التعذيب العلنية.

وحسب المصادر الهندية، يتم تدريب الفيلة لفترات طويلة على تنفيذ عمليات الإعدام والتعذيب عن طريق الدهس على رؤوس، أو أجساد، المدانين. وفي الأثناء، انتشر استخدام هذه الطريقة ببلاد الهند للدلالة على سلطة الملك على رعاياه والحياة البرية.

وتحدّث العديد من الرحالة الأوروبيين على طريقة الإعدام والتعذيب بالفيلة خلال زياراتهم لشرق آسيا. وفي الأثناء، ظلت هذه الطريقة موجودة لحدود القرنين الثامن عشر والتاسع عشر قبل أن يتم قمعها نهائيا من قبل السلطات الاستعمارية.

وحسب عدد من المصادر التاريخية، عمدت روما وقرطاج قديما لاستخدام الفيلة بعمليات الإعدام للتعامل مع الجنود المتمردين.

وبالتزامن مع ذلك، اتجهت الإمبراطوريات الأوروبية، خاصة فرنسا، خلال العصور الوسطى وعصر النهضة وبداية العصر الحديث لاستخدام الأحصنة لتنفيذ عمليات إعدام مماثلة، باستخدام الحيوانات، يتم خلالها ربط أطراف المتهم بأربعة أحصنة قبل أن ينطلق كل واحد منها باتجاه مختلف لينتهي المطاف بالمدان مقطع الأطراف والأوصال.

يشار إلى أن عقوبة اغتصاب الأطفال المرتقبة في ولاية لويزيانا الأميركية عبر أحكام بـ"الإخصاء الجراحي"، كانت أثارت جدلاً حول إمكانية تطبيقها من جهة، وصحة إقرارها من جهة أخرى، وسط ترقبات للقرار النهائي.

يقرأون الآن