مع ارتفاع منسوب التوتر أكثر بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي في الجنوب، وتصاعد المخاوف من حرب إسرائيلية شساملة على لبنان بعدما توارت معلومات عن تهديدات تلقاها لبنان من ضربة إسرائيلية قريبة، برزت مخاوف لجهة احتمال ضرب إسرائيل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في سيناريو مشابه لما حصل في العام 2006 خلال حرب تمّوز، حينما ضرب الطيران الإسرائيلي مدرّج المطار.
ومنذ بدء الحرب في الجنوب، قلّصت شركة "طيران الشرق الأوسط" أعمالها بشكل كبير، واضطرت إلى نقل جزء كبير من طائراتها خارج البلاد لمنع أي ضرر لأغلى طائراتها، وفق تقرير لوكالة "بلومبرغ".
من جهته، قال رئيس شركة "طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت، في مقابلة أجريت معه في دبي خلال الاجتماع العام السنوي لمجموعة الصناعة التابعة للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA): "إن (العمل في ظل الحرب) مهمة صعبة حقاً للإدارة، وليس من السهل العمل عندما لا تكون الأمور واضحة"، مؤكداً أن "الأولوية لم تعد للنتائج المالية أو النمو، فبالطبع لا يوجد نمو".
وأثّرت الحرب في الجنوب على الطلب على السفر إلى بيروت، وفق "بلومبرغ".
وتابع الحوت إنَّ معظم ركاب "طيران الشرق الأوسط" هذه الأيام هم من المغتربين اللبنانيين العائدين إلى وطنهم لقضاء العطلات.
ولا تزال شركة "طيران الشرق الأوسط" تحتفظ بـ6 من طائراتها في الأردن وتركيا وقبرص، أي نصف العدد الذي كان خارج مواقعها في السابق. ونتيجة لعمليات النزوح، قامت شركة النقل التي يبلغ عمرها 80 عاماً تقريباً بإعادة تعديل المسارات لاستيعاب الطلب المنخفض وأسطول التشغيل الأصغر، حسب الوكالة نفسها.
في السياق، أوضح رئيس مجلس الإدارة أن أعداد الركاب انخفضت بنسبة 20% منذ تشرين الأول 2023.
وأكد الحوت أنَّ القلق الأكبر لشركة الطيران هو تكرار الهجمات الإسرائيلية على لبنان عام 2006، والتي تعرضت فيها مدارج المطار الثلاثة لأضرار جسيمة.
وختم: "يمكن إصلاح الأوضاع المالية، والأهم هو عدم استهداف المطار وعدم تعرض طائراتنا أو بنيتنا التحتية لضربات".