ربطت دراسة حديثة أجرتها جامعة أريزونا الأمريكية بين السهر وقلة النوم ليلاً، وبين مجموعة كبيرة من الاضطرابات الصحية والعقلية والسلوكية، التي تترتّب عليها زيادة في حالات الانتحار، وجرائم العنف وتناول المخدرات والاضطرابات النفسية.
وأشارت الدراسة إلى أنه بغير الحصول على القدر المناسب من النوم، لا يستطيع العقل العمل بشكل صحيح؛ ما قد يؤدّي إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، بحسب مجلة «ديسكفر» العلمية.
من جهته، قال أستاذ الطب النفسي ومدير برنامج أبحاث النوم والصحة وعيادة طب النوم السلوكي في كلية الطب بجامعة أريزونا، مايكل غراندر: إن «النوم ليس مجرد شيء نفعله، لأننا نحبه، أو لأنه مفيد؛ النوم متطلّب بيولوجي للحياة البشرية، إنه أمر غير قابل للتفاوض».
وأوضحت الدراسة أنه في ساعات الليل، لا يعمل الدماغ المتعب غير القادر على النوم بشكل مثالي، وهو عامل خطر لسلوكيات أكثر تطرفاً. ولفتت إلى أنه «يجب ليلاً أن يكون الدماغ نائماً ويقوم بمهام الصيانة مثل معالجة الذاكرة والتخزين أو تنظيم العواطف، وحين يتم استبدال ذلك بإجباره على وضع العمل، تتضاءل القدرة المعرفية والقدرة على تنظيم الحالة المزاجية».
وأيضاً خلال ساعات الليل تزداد حالات إيذاء النفس وأفكار الانتحار والجرائم العنيفة، ومن المرجّح حدوث سلوكيات غير صحية مثل تعاطي المخدرات أو اختيارات الطعام السيئة؛ حيث تنصّ الفرضية على أنه خلال هذه الأوقات المحرومة من النوم يتم إعداد الذهن لاضطرابات نفسية مستقبلية.
ورغم أن العلماء ما زالوا يدرسون العلاقة بين النوم والاضطرابات النفسية، أكد «غراندنر» أن هناك نظريات عديدة، وواحدة منها تتعلق بالذاكرة، فعندما ينام الشخص يعالج دماغه الذكريات ويخزنها، وتعوق اضطرابات النوم مثل الأرق هذه العملية، وقد يفوت الشخص عملية تعزيز الذاكرة.