حملت العملية الإسرائيلية لتحرير 4 رهائن أحياء في مخيم النصيرات بغزة، تبعات متعددة على الصعيد الداخلي في إسرائيل وبالأخص لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعدما تزايدت الضغوط على كاهله على مدار الأسابيع الماضية.
ويرجح محللون سياسيون إسرائيليون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تساهم تلك العملية في تخفيف الضغوط على نتنياهو، معتبرين أنه "المستفيد الأول" مما جرى، حيث ستمكنه من مواصلة الحرب دون تقديم أي تنازلات في المفاوضات، مع تراجع المعارضة قليلا بعد الإشادة بما حققه على المستوى العسكري.
ووفق تقديرات إسرائيلية فإن نتنياهو حقق استفادة مباشرة عبر 4 مسارات، تشمل:
الرهائن والضغط العسكري
جاءت عملية النصيرات لتثبت رؤية نتنياهو بأن إسرائيل لن تتمكن من تحرير الرهائن "بدون ضغط عسكري"، ما يعني أنه لن يعطي أهمية للمقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الهدنة في غزة، ويدفعه للتمسك بموقفه من عدم الموافقة على وقف نهائي لإطلاق نار، وفق المحللين.
وهذا ما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما أوضح أن إسرائيل "لا تستسلم للإرهاب وإنها تعمل بإبداع وشجاعة لإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس، مضيفا: "نحن ملتزمون بالقيام بذلك في المستقبل أيضا.. لن نهدأ حتى نكمل المهمة ونعيد جميع الرهائن إلى وطنهم، سواء الأحياء منهم أو الأموات".
وعن ذلك، يقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي، مئير مصري، إن "تحرير المختطفين لن يتم إلا من خلال القوة، وكل المحاولات البائسة والعبثية للتفاوض مع الإرهابيين لن تُجدي"، وفق رأيه.
وشدد مصري في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، على أن "الجيش أبلى بلاء حسنا، بالمرة الثالثة التي ينجح فيها في تحرير مختطفين على قيد الحياة منذ السابع من أكتوبر، والإسرائيليون يطالبونه بالمزيد".
تراجع الانتقادات الداخلية
حظي نتنياهو وقادة الجيش على وقع العملية العسكرية بإشادات واسعة، حيث عبر عدد من السياسيين عن سعادتهم وشعورهم بـ"النصر" بعد الوصول إلى الـ 4 رهائن وتحريرهم في منطقة النصيرات.
ووجه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، امتنانه للقوات الأمنية التي قادت عملية النصيرات، وقال "كل التقدير للقوات الأمنية على هذه العملية الجريئة التي قادت إلى إعادة المختطفين".
كما وصف منتدى عائلات الرهائن، العملية بأنها "انتصار مذهل"، معربا عن شكره للجيش الإسرائيلي على ما قال إنها "عملية بطولية".
تأجيل غانتس لاستقالته
أرجأ عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، وهو من أشد منتقدي نتنياهو، مؤتمرا كان مقررا للحديث عن مستقبله في حكومة الطوارئ
وكان من المرتقب أن يلقي غانتس كلمة كان يتوقع على نطاق واسع أن يعلن فيها استقالته من حكومة الطوارئ، بعدما منح نتنياهو مهلة حتى الثامن من يونيو للتوصل إلى استراتيجية واضحة للوضع في قطاع غزة.
وكان من شأن رحيل السياسي المنتمي لتيار الوسط، أن يفقد نتنياهو دعم كتلة الوسط التي ساعدت في توسيع الدعم للحكومة في إسرائيل والخارج، وسط تزايد الضغوط الدبلوماسية والمحلية بعد ثمانية أشهر من اندلاع حرب غزة.
الحفاظ على الائتلاف
يأتي الحفاظ على الائتلاف الحكومي كهدف رئيسي أمام نتنياهو، خاصة بعدما هدد وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة الائتلافية إذا دخل رئيس الوزراء في اتفاق بشأن غزة يتضمن إنهاء الحرب دون القضاء على حماس.
ومع إصرار نتنياهو على "الحل العسكري" لتحرير الرهائن، والقضاء على حماس، يبدو أن مهمته مع "الائتلاف" ستكون أكثر سهولة.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن "مهمتنا لن تنتهي حتى يعود المختطفون.. إسرائيل مصممة على إعادة الرهائن بشتى الطرق، وهذه رسالتنا للمفاوضات هذا الصباح".