لا تزال العجوز اليابانية، شيساكو كاكهي، التي قتلت ثلاثة من عشاقها، وحاولت قتل الرابع، تنتظر عقوبة الإعدام بعدما خسرت آخر فرصة للاستئناف أمام المحاكم.
ووفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، فإن كاكهي، البالغة من العمر حاليا، 74 عاما، قد أدينت بقتل ثلاثة رجال بمادة سامة، فيما نجا رابع عشاقها من الموت.
وكانت محكمة أوساكا العليا قد أيدت حكم الإعدام على كاكهي التي باتت تعرف باسم "الأرملة السوداء"، بعدما استخدمت سم السيانيد لقتل شركائها العاطفيين الأثرياء والكبار في السن بغية أن ترثهم وأن تحصل على أموال التأمين على حياتهم.
وقال القاضي في حيثيات الحكم الصادر في يونيو الماضي: "لقد استخدمت (كاكهي) وكالة زواج للتعرف على الضحايا المسنين لتسممهم الواحد تلو الآخر بعد أن جعلتهم يثقون بها.. إنها جريمة لا هوادة فيها تستند إلى نية قتل واضحة وقوية".
وقد تمكنت تلك القاتلة المتسلسلة من جمع نحو مليار ين (8,8 مليون دولار أميركي تقريبا) خلال 10 أعوام، ولكنها خسرت لاحقا معظم تلك الثروة جراء المضاربات في أسواق المال.
ولا يعرف الكثير عن تلك المرأة التي أصبحت سيئة السمعة في اليابان، فقد ولدت في محافظة ساغا جنوب غرب البلاد، وعملت في ورشة طباعة قبل أن ترتبط بزوجها الأول في العام 1969 عندما كانت في الثالثة والعشرين من عمرها.
واستمر زواجها الأول 25 عامًا إلى توفي شريكها في العام 1994، وبحلول العام 2007، دخلت في علاقة مع رجل يدعى توشياكي سوهيرو ويبلغ من العمر 78 عامًا.
وفي ظهيرة 18 ديسمبر 2007 ، تناولت كاكهي طعام الغداء مع سوهيرو وأولاده، وهنا استغلت الزوجة القاتلة أن قرينها يتناول مكملات غذائية مع الطعام على شكل الكبسولات لتدس له سم السيانيد في إحداها.
وبعد أقل من 15 دقيقة من تناول الغداء ، سقط سوهيرو فاقدًا للوعي، وعندما وصلت سيارة الإسعاف ، كان يلهث وأنفاسه على وشك التوقف وفقا لما ذكرت محاضر المحكمة.
ورافقت كاكهي زوجها سوهيرو إلى المستشفى - لكنها أعطت نفسها اسمًا مستعارًا ، عندما تحدثت إلى طاقم الإسعاف في المستشفى، حيث وجد الأطباء العجوز كان على وشك الموت بعد إصابته باختناق.
وأوضحت محاضر المحكمة أن سوهيرو كان الناجي الوحيد من بين ضحايا كاكهي الأربعة، لكنه أضحى"يعاني من خلل وظيفي غير قابل للشفاء وضعف في البصر، ليتوفى بعد عام ونصف بسبب مرض غير ذي صلة.
البحث عن فريسة جديدة
وبعد بضع سنوات من تلك الحادثة ، كانت كاكهي تبحث عن ضحيتها التالية، لتتعرف على عشيقها الجديد، مايوزري هوندا، والذي كان يبلغ من العمر 71 في العام 2011.
وفي في 9 مارس من العام 2012 ، وبعد أن كان "العاشقان" يتجولان في في أحد المتاجر ، ذهب كل منهما في طريقهما المنفصل.
وعند حوالي الساعة 5 مساءً في ذلك اليوم ، فقد الرجل وعيه بينما كان يقود دراجة نارية، لتعلن المستشفى التي أسعف إليها وفاته بعد ساعتين، ويبدو أن "الأرملة السوداء" كانت قد دست له السم في أحد الأطعمة أو المشروبات في ذلك اليوم.
وأما العشيق الثالث، فكان يدعى مينورو هيوكي ويبلغ من العمر 75 عاما وكان قد تعافى من سرطان الرئة قبل أن يلتقي بـ"الأرملة السوداء" ويقع بغرامها في يوليو من العام 2013.
وبحلول أغسطس من ذلك العام أرسل هيوكي رسالة إلكترونية كاكهي، أنه يريد "البقاء معها إلى الأبد"، وأصبحا بعد ذلك قريبين، وكثيرًا ما يأكلان معًا ويقضيان الليالي في منزلي بعضهما البعض.
ولكن تلك العلاقة "الرومانسية المثالية" انتهت في 20 سبتمبر عندما خرج الزوجان لتناول العشاء في أحد المطاعم، وهنا أيضا استغلت كهاكي أن صديقها العجوز يتناول مكملات صحية في كبسولات لتدس له السم في إحداها.
وقبل أن ينتهيا من تناول وجبتهما كان هيوكي قد فقد وعيه، وعندما وصلت سيارة الإسعاف كان يلهث وينتفس بصعوبة، ورغم أن لديه أولادا، أخبرت "الأرملة السوداء" الطاقم المسعف أنه وحيد ويعاني من مرض السرطان، وعندما عرضوا عليها الإذن بإنعاشه كهربائيا رفضت ذلك بحجة الخوف على حياته ليفارق الحياة بعد ساعتين من وصوله إلى المستشفى.
نهاية القصة
وفي نوفمبر من العام 2013 ، وبعد شهرين فقط من وفاة هيوكي، كانت كاكهي قد ارتبطت بآخر ضحاياها إيسو كيكهي، ولكن لم يمض شهر على زواجها حتى كانت "القاتلة المتسلسلة" تواعد رجلا آخر في السر، وفقا لوثائق المحكمة.
ويبدو أن الزوج، إيسو، لم يكن أكثر حظا من سابقيه، إذ توقف قلبه بعد وقت قصير من تناول العشاء في المنزل مع زوجته الجديدة التي اتصلت بالإسعاف، ولكن توفي بعد ساعة من وصوله إلى المستشفى.
وقد أثار موت إيسو، شكوك الشرطة اليابانية، خاصة وأن اثنين من عشاق كاكهي كانا قد توفيا بنفس الطريقة، لتبدأ تحقيقات مطولة أدت إلى كشف جرائم تلك العجوز وإثباتها بالأدلة القاطعة أفضت إلى اعتراف الأرملة السوداء بجرائمها.
ورغم محاولة فريق دفاعها إثبات أن موكلتهم مصابة بالخرف "الزهايمر" غير أن المحكمة رفضت تلك الحجج وأيدت حكم إعدامها.
الحرة