بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة جديدة في منطقة الشرق الأوسط من أجل التوصل إلى "وقف إطلاق النار في غزة"، وفق مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن.
وهذه الجولة الثامنة لبلينكن في المنطقة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر الماضي، وتدوم هذه المرة ثلاثة أيام وتشمل مصر وإسرائيل وقطر والأردن، وتخيم عليها تساؤلات بشأن دور هذه الجولة في حلحلة ملف "هدنة غزة" المعقد، والذي وصل إلى مرحلة حرجة على جميع الصعد السياسية والأمنية والإنسانية.
عقبات أمام المساعدات
كانت محطة بلينكن الأولى في القاهرة الاثنين. وقال بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن حركة "حماس" هي الطرف الوحيد الذي لم يوافق حتى الآن على مقترح بايدن لوقف إطلاق النار، والذي تقول واشنطن إن إسرائيل قبلته بالفعل.
وقال للصحافيين قبل مغادرته القاهرة متوجهاً إلى إسرائيل "رسالتي لحكومات المنطقة وشعوبها هي إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار، فاضغطوا على حماس للموافقة"، بينما قال السيسي إن من الضروري إزالة العقبات أمام المساعدات الإنسانية الموجهة لسكان غزة.
وذكرت الرئاسة المصرية في بيان أن السيسي شدد "على أهمية تضافر الجهود الدولية لإزالة العراقيل أمام إنفاذ المساعدات الإنسانية، وضرورة إنهاء الحرب على القطاع ومنع توسع الصراع، والمضي قدما في إنفاذ حل الدولتين".
أزمة إسرائيل
وفي طريقه إلى إسرائيل، تعيش تل أبيب على وقع أزمة سياسية حادة مع تفكك مجلس الحرب، وفور وصوله، توجه بلينكن للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل انتقادات متصاعدة في الداخل الإسرائيلي لمسار الحرب والفشل في إنهائها بنصر، تصور المتطرفون في تل أبيب أنه سيكون سريعاً وحاسماً. وبعد أكثر من ثمانية أشهر، وبينما مازالت الحكومة الإسرائيلية مصممة على الحرب، تحاول إدارة بايدن إنهاءها وفق خطة بايدن المقترحة.
وبينما واصلت إسرائيل هجماتها في وسط قطاع غزة وجنوبه، وهي من بين أكثر الهجمات دموية خلال هذه الحرب، تطالب "حماس" الإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، مؤكدة استعدادها للتعامل بشكل إيجابي مع أي مبادرة تضمن إنهاء الحرب.
تصويت مجلس الأمن
وبالتوازي مع هذه التطورات، قرر مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار أمريكي يدعم مقترح الهدنة في غزة. والنسخة الأخيرة من النص، "ترحب" بمقترح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 أيار/مايو. كما أنها تؤكد، خلافاً للنسخ السابقة، أن المقترح "قبلته" إسرائيل، وتدعو حماس "إلى قبوله أيضاً وتدعو الطرفين إلى تطبيق بنوده بالكامل دون تأخير ودون شروط". كما ينص المقترح في مرحلته الأولى على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين منذ 7 تشرين الاول/أكتوبر مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.