العراق

اشتباكات في بغداد.. ما علاقة العداوة بين الصدر والخزعلي؟

اشتباكات في بغداد.. ما علاقة العداوة بين الصدر والخزعلي؟

اندلع اشتباك مسلح، الليلة الماضية، بين مسلحين من فصيل "سرايا السلام" التابع لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وآخرين يعتقد أنهم من "عصائب أهل الحق"، أحد أقطاب "الإطار التنسيقي" الحاكم، قبل أن تتمكن القوات العراقية من فرض سيطرتها وإنهاء التوتر، فيما تقول المصادر إن "خلافاً حول صور دعائية في الشوارع أشعل فتيل الخلاف بين الطرفين".

وتبادل مسلحون من المجموعتين نيران أسلحة خفيفة على مدار ساعتين، في حي "العامل"، جنوبي بغداد، والذي يعدّ منطقة احتكاك بين التيار الصدري وأطراف شيعية أخرى.

وهذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الفصيل الموالي للصدر مع فصائل مقربة من "الإطار التنسيقي"، لا سيما "العصائب"، منذ اغتيال قيادي في "السرايا" بمدينة ميسان (جنوب)، العام الماضي.

ومنذ ذلك الوقت، استمرت المواجهات بين الطرفين، وأخذت في بعض الأحيان طابعاً عشائرياً، وصلت إلى حملة اغتيالات متبادلة ومفتوحة.

وثمة عداوة متأصلة بين الصدر والخزعلي، منذ أن انشق الأخير عن ميليشيا "جيش المهدي" التي كان نشطاً فيها خلال السنوات التي تلت عام 2004، وتصاعدت حين تحول الخزعلي إلى فاعل سياسي ينافس التيار الصدري على النفوذ في المؤسسات السياسية والحكومية.

وتضاربت روايات شهود العيان حول خلفية الاشتباك بين الطرفين، الذي أسفر عن إصابة مسلحين اثنين على الأقل.

وقال شاهد عيان من حي العامل، جنوبي بغداد، إن أنصار التيار الصدري رفعوا صور مرشحين في الانتخابات الماضية عن قوائم تابعة لـ"الإطار التنسيقي"، واستبدلوا بها صوراً ولافتات خاصة بالتيار الصدري، ما أثار غضب مسلحين من "عصائب أهل الحق".

لكن شهود عيان آخرين، تحدثوا لـ"الشرق الأوسط"، عن قيام مجموعة من "عصائب أهل الحق" بنصب لافتات وصور لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في محل صور مخصصة لزعيم التيار الصدري، في إطار تحضيرات تنفذها مجموعات مقربة من إيران لذكرى "حادثة المطار"، الشهر المقبل.

وقال الشهود إن "أنصار التيار الصدري استاؤوا من تعليق صور سليماني في محل شعارات سرايا السلام في المنطقة".

واندلعت المواجهات في شوارع المدينة بين الطرفين، وسارعت "عصائب أهل الحق" إلى الاستعراض بعجلات مدرعة، وهي ترفع شعارات "هيئة الحشد الشعبي".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر طبية أن عجلات الإسعاف كانت تنقل الجرحى حتى وقت متأخر من ليل الاثنين، لكن المعلومات متضاربة بشأن حصيلة القتلى والجرحى في الاشتباك.

وقبل فجر الثلاثاء، دخلت الحي قوة كبيرة من الشرطة الاتحادية وأغلقت جميع مداخله، في محاولة للسيطرة على الوضع، ومع وصول قائد عمليات بغداد الذي أجرى اتصالات ميدانية مع الفاعلين بالاشتباك، عاد الهدوء إلى المدينة.

وقال قائد العمليات اللواء وليد خليفة للصحافيين، إن "التوتر انتهى، الاشتباك المسلح لن يحدث مرة أخرى"، رغم أنه نفى قبل ذلك حدوث الاشتباك من الأساس.

يقرأون الآن