فيما لا تزال حادثة انتحار طالبة مغربية بعد ضبطها في حالة غش بأول أيام امتحانات الثانوية العامة، تثير الصدمة والحزن في البلاد على حد سواء، كشفت آخر رسالة صوتية للفتاة أسباب إقدامها على وضع حدّ لحياتها.
وأمس الاثنين، أقدمت طالبة على الانتحار بإلقاء نفسها في البحر بمدينة آسفي وسط المغرب،
وقبل دقائق من رمي نفسها، تحدّثت الطالبة في تسجيل صوتي تم تداوله بشكل واسع، عن تفاصيل طردها من الامتحان، حيث أبدت تخوفها من العقوبة المترتبة عن ضبطها في حالة غش، طالبة من أسرتها والجميع مسامحتها على فعلتها والدعاء لها بالرحمة.
تبكي بحرقة
وتقول التلميذة في الرسالة الصوتية وهي تبكي بحرقة شديدة "سامحوني وادعوا لي بالرّحمة، تم طردي من الامتحان مع حالة غش، ولم يعد بإمكاني اجتياز أي امتحان آخر والله لن أبقى حيّة".
وخلفت الحادثة صدمة قوية في البلاد خاصة لدى الأوساط التربوية، كما أثارت كلمات وداع الطالبة تفاعلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أنها ضحية العقوبات القانونية المتبعة في حالات الغش بامتحان الثانوية العامة وضحية للضغوط النفسية التي تفرضها الأسرة والمجتمع على الطلبة.
خوف من رد فعل أسرتها
وكتب الناشط عزيو مصدق متفاعلا "آلمني أشد الألم حادثة وضع تلميذة في مقتبل العمر حدا لعمرها بعد أن ضبطت وهي في حالة غش أثناء امتحان الثانية الباك بمدينة أسفي، وما حزّ في قلبي وأدمى فؤادي هو كونها تركت رسالة تبرر فيها إقدامها على تلك الخطوة، هو خوفها من ردة فعل أسرتها وبالطبع ردة فعل محيطها التعلمي والمجتمعي".
واعتبر أن شهادة البكالوريا لا تستحق أن يضع أي أحد حدّا لحياته من أجلها، محمّلا مسؤولية ما حصل إلى أسرة الطالبة، التي قال إنّها تمثل عامل ضغط نفسي من خلال مساومتها على النجاح، وإلى المجتمع الذي ينظر إلى من ضبط وهو يغش على أنّه اقترف ذنبا ويصبح بذلك حديث الجميع وكذلك إلى المسطرة القانونية المتبعة في هكذا مخالفات والتي تقتضي حرمان المُمتحن من إكمال امتحانه وربما لسنوات مع تحرير محضر قانوني في هذا الشأن يظل وصمة عار على جبين التلميذ ويجعله وذوي السوابق الإجرامية.
صدمة
من جهتها، عبّرت الناشطة بشرى لحياني، عن صدمتها بعد سماعها الرسالة الصوتية التي تركتها الطالبة وهي تشرح فيها مبرّرات إقدامها على وضع حدّ لحياتها، مضيفة في تدوينة " يبدو أن التلميذة تعرضت لمعاملة سيئة من الأطر المشرفة على مراقبة الامتحان الذين قاموا بكيل التهديد والوعيد لها بالسجن والحرمان الكلي من اجتياز امتحان الباكالوريا مستقبلا، بمعنى آخر نصبوا أنفسهم قضاة وحكموا بنهاية حياتها".
أما الناشط رشيد أشنين، فقد وجّه رسالة إلى المسؤولين عن تنظيم الامتحانات، قال فيها "جميل جدا أن نحارب الغش في الامتحانات، لكن في المقابل يجب أن نعلم جيدا أنّنا نتعامل مع أطفال في نزاع مع القانون وليس مع مجرمين"، بينما دعا المدون جمال الهاموس، إلى التعامل مع من تم ضبطهم بحالة غش بإنسانية خاصة أنهم شباب مراهق يعيش تحت ضغط كبير ويمكن أن يرتكب أخطاء، ومن الضروري تقويم سلوكهم وعدم إعدام مستقبلهم.