دولي

لماذا تفاقم زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية هواجس الغرب؟

لماذا تفاقم زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية هواجس الغرب؟

بعد شهور من التكهنات والمخاوف والقلق في الأوساط الدولية، بدأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، زيارة رسمية، ليومين، إلى كوريا الشمالية، من المتوقع أن يتم خلالها توقيع اتفاقيات مهمة، خصوصاً على صعيد تعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ. فيما تطرح تساؤلات كثيرة عن هذه الزيارة ونتائحها، كما تتأثر هواجس في المعسكر الغربي المنغمس في الحرب الدائرة في أوكرانيا.

واستبق بوتين وصوله إلى كوريا الشمالية بالمصادقة على مسودة «اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، مطلقاً مرحلة جديدة نوعياً، في علاقات بلاده مع البلد الأكثر عزلة في العالم، والذي انحاز بشكل قوي إلى جانب روسيا في الحرب الأوكرانية والمواجهة المتفاقمة مع الغرب.

«زيارة مهمة»

تحمل زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية أهمية خاصة في الظروف الإقليمية والدولية المعقدة، إذ أصبح هناك فضول طبيعي يحيط بالزيارة، إذ إنها المرة الثانية فقط التي يزور فيها بوتين كوريا الشمالية، وكانت الزيارة الأولى عام 2000 في بداية رئاسته، وكان حينها والد كيم، كيم جونغ إيل القائد الأعلى للبلاد. ولكن الأمر يتخطى ما أهو أبعد من ذلك. فالعلاقات بين البلدين والتي لم تكن قوية على كل الصعد خلال حقبة الاتحاد السوفييتي، تحولت من علاقات متبادلة تسودها المجاملات إلى علاقات متبادلة تهيمن عليها المنافع، وهو أمر يقلق الغرب. وقال الكرملين إن المجال سيكون مفتوحاً لتعزيزعلاقات عملية للغاية، بين روسيا وكوريا الشمالية. وبحسب سيرغي ماركوف، أستاذ العلوم السياسية الروسي، يُرجح أن روسيا تريد الحصول على ذخيرة، وأعمال بناء، وحتى متطوعين، بغية القتال في الجبهات الأمامية في أوكرانيا.

«قلق غربي متزايد»

يتهم الغرب كوريا الشمالية بأنها زودت موسكو بتقنيات عسكرية مهمة، وضخمة. ووفقاً لمعطيات، فقد استخدمت روسيا بكثافة في الحرب الأوكرانية، طرزاً من الأسلحة والمعدات الكورية الشمالية، على رأسها صواريخ متعددة الأغراض جرى نقلها إلى روسيا بكميات كبيرة، وكذلك ملايين العبوات من قذائف المدفعية، والذخائر اللازمة للأسلحة، الثقيلة والمتوسطة، وهذه المزاعم نفت موسكو وبيونغ يانغ مراراً.

وأعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها بشأن «تعميق العلاقات» بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، للصحفيين: «لسنا قلقين بشأن الزيارة، ما يقلقنا هو تعميق العلاقة بين هذين البلدين». وأشار إلى التأثيرات المباشرة لتعميق العلاقات في الحرب الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك استخدام روسيا للصواريخ الباليستية الكورية الشمالية لضرب أهداف أوكرانية.

ووفق الغرب، استخدمت بيونغ يانغ مخزونها الضخم من الذخائر لتزويد روسيا كميات كبيرة منها، واتهم البنتاغون موسكو، الأسبوع الماضي، باستخدام صواريخ باليستية كورية شمالية في أوكرانيا.

بدوره، دعا وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، المجتمع الدولي إلى مواجهة العلاقة الوثيقة التي تربط بوتين وكيم عبر زيادة إمدادات الأسلحة إلى كييف. وقال: «أفضل طريقة للرد عليها (الزيارة) هي مواصلة تعزيز التحالف الدبلوماسي من أجل سلام عادل ودائم في أوكرانيا، وتسليم المزيد من صواريخ (باتريوت) والذخائر إلى أوكرانيا».

يقرأون الآن