وقعت مصر والسعودية، ممثلة في الشركة السعودية للكهرباء وشركة نقل الكهرباء المصرية عقود ترسية مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، اليوم الثلاثاء، وذلك بحضور وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر الدكتور محمد شاكر.
وقال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن الوصول إلى هذه المرحلة المهمة من هذا المشروع هو تتويج لتوجيهات قيادتي البلدين الشقيقين ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضاف وزير الطاقة أن خطط الربط الكهربائي في المملكة عموماً تنسجم مع برامجها التنفيذية المنبثقة من رؤية المملكة 2030، التي تحظى برعاية واهتمام الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والتي تهدف إلى استثمار الموقع الاستراتيجي للمملكة وامتلاكها لأكبر شبكة كهربائية في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط بأن تكون مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة الكهربائية من خلال مشاريع الربط الكهربائي مع الدول يسهم في تعزيز السوق الإقليمية لتجارة الكهرباء ويدعم مشاركة البلدين فيها.
من جانبه قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري الدكتور محمد شاكر، إن المشروع يأتي تتويجاً لعمق العلاقات المصرية ـ السعودية والربط بينهما سيكون نواة لربط عربي مشترك بالإضافة إلى أنه يأتي مكملاً وداعماً لرؤيتي كلا البلدين (2030).
وأضاف أن هذا المشروع يمثل ارتباطاً قوياً بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة، وسينعكس على استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين، بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادي والتنموي لتبادل كمية تصل إلى 3000 ميغاوات من الكهرباء.
وأوضح الدكتور محمد شاكر، أنه في ضوء الخطط الطموحة للبلدين للتوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة فإن هذا الربط يمثل صمام أمان للشبكتين الكهربائيتين لمواجهة طبيعة عدم استقرار الطاقات المتجددة بشكل عام ويوفر استثمارات هائلة لمعالجة أي آثار تنتج عن ذلك.
تكلفة الربط
ووقعت افتراضياً بين الرياض والقاهرة عقوداً مع ثلاثة تحالفات لشركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع الربط الذي تبلغ سعته 3000 ميغاوات بتقنية التيار المستمر HVDC جهد 500 كيلوفولت، ويتكون من إنشاء ثلاث محطات تحويل جهد عالي، محطة شرق المدينة ومحطة تبوك بالمملكة، ومحطة بدر شرق القاهرة يربط بينها خطوط نقل هوائية تصل أطوالها إلى نحو 1350 مترا وكابلات بحرية في خليج العقبة بطول 22 كيلو متر بتكلفة إجمالية للمشروع بلغت 1.8 مليار دولار.
وسيحقق المشروع، عند تشغيله، عدداً من الفوائد المشتركة للبلدين منها تعزيز موثوقية الشبكات الكهربائية الوطنية ودعم استقرارها والاستفادة المثلى من قدرات التوليد المتاحة فيها ومن فروقات التوقيت في ذروة أحمالها الكهربائية وتمكين البلدين من تحقيق المستهدفات الطموحة لدخول مصادر الطاقة المتجددة ضمن المزيج الأمثل لإنتاج الكهرباء وتفعيل التبادل التجاري للطاقة الكهربائية، وإتاحة المجال أمام استخدام خط الألياف الضوئية المصاحب لخط الربط الكهربائي في تعزيز شبكات الاتصالات ونقل المعلومات بين البلدين والدول العربية والدول المجاورة لها مما سيزيد المردود الاقتصادي للمشروع.
التحالفات
ويعد هذا المشروع المميز من أكثر مشاريع HVDC (التيار المباشر عالي الجهد) تقدماً من نوعها في جميع أنحاء العالم وكأول مشروع HVDC يربط بين القارات في العالم.
وسيسمح المشروع لكلا البلدين بتبادل ما يصل إلى 3 غيغاوات في أوقات الذروة، مما يوفر إمدادات الطاقة لأكثر من 20 مليون شخص باستخدام أحدث التقنيات لضمان أقصى قدر من الكفاءة. علاوة على ذلك، يسمح ربط HVDC لكل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية بتحسين كفاءة شبكات النقل وتبادل الطاقة، مما يقلل من البصمة الكربونية الإجمالية، وفقا لما ذكرته شركة أوراسكوم للإنشاءات إحدى الشركات المشاركة في التحالفات لتشييد محطات الربط.
وقالت الشركة إن تحالف أوراسكوم للإنشاءات مع شركة Hitachi ABB Power Grids وقع اليوم عقداً مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء (EETC) لتنفيذ جميع الأعمال في مصر لربط شبكتي الكهرباء الوطنية في جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية. وسيقوم تحالف منفصل من Hitachi ABB Power Grids وSSEM بتنفيذ الأعمال في المملكة العربية السعودية.
العربية