دولي

‏"هوليوود" تنقلب على بايدن وتبحث عن "بطل جديد"‏

‏

يتطلع بعض كبار المانحين الديمقراطيين الموثوق بهم في هوليوود إلى استبدال بطلهم الرئيسي، في سباق الانتخابات الأمريكية، ما يشير إلى اتساع رقعة المطالبين بانسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الانتخابات لصالح مرشح بديل أكثر قدرة على مواجهة دونالد ترامب.

ودعا المؤسس المشارك لشركة Netflix ريد هاستينغز الرئيس بايدن إلى التنحي. كما قال المنتج الكبير في هوليوود آري إيمانويل، إن هاتفه كان يرن بمانحين يخططون لإعادة توجيه الأموال بعيداً عن الرئيس بايدن نحو انتخابات مجلس النواب والشيوخ. كما قال دامون ليندلوف، وهو كاتب تلفزيوني معروف، إن معارفه من المانحين الديمقراطيين يجب أن يوقفوا التبرعات حتى يتم استبدال بايدن، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، بحسب موقع "الخليج". 

هوليوود الديمقراطية

وتعد هوليوود منذ فترة طويلة مصدراً موثوقاً للمال والتأثير بالنسبة للمرشحين الديمقراطيين. فقد تحدث بيل كلينتون في حفلات العشاء هناك، كما شهد باراك أوباما انطلاق حملته الانتخابية الوليدة بدعم من ستيفن سبيلبرغ، فيما أحضرت هيلاري كلينتون كاتي بيري إلى المؤتمر العام.

وفي يونيو/حزيران، واصل بايدن هذا الاتجاه بحملة جمع تبرعات كبرى شارك في تنظيمها جورج كلوني وجوليا روبرتس، وقد رأى هو ونائبته كامالا هاريس التي تقيم في حي برينتوود الراقي في المدينة، أن هذه الصناعة بمنزلة ماكينة صراف آلي موثوقة.

وقال العديد من الديمقراطيين البارزين في لوس أنجلوس هذا الأسبوع، إن بايدن لم يكن معروفاً في المدينة قبل رئاسته، مقارنة بالمرشحين الآخرين الذين يقومون بزيارات منتظمة في دائرة الأعمال الفنية. وقالوا إن بايدن احتل مقعداً آمناً في مجلس الشيوخ في ديلاوير طوال معظم حياته المهنية، ما سمح له بتجنب جدول جمع التبرعات الذي كان على زملائه الآخرين الالتزام به.

علاقة فاترة

وقبل أداء المناظرة الرئاسية الأولى، اشتكى بعض المانحين في هوليوود بشكل خاص من كيفية تعامل الرئيس معهم خلال ولايته الأولى. وقال بعضهم إنه وهاريس بدا أنهما يقضيان وقتاً أقل في الحفاظ على العلاقات مع كبار المانحين في لوس أنجلوس بمجرد وصولهما إلى البيت الأبيض.

وقال أحدهم إن أياً منهما لم يتصل على ما يبدو بكبار المانحين في أعياد ميلادهم كما فعل الرؤساء ونواب الرؤساء السابقون، وهو النوع من اللمسات الصغيرة التي يقولون إنها يمكن أن تقطع شوطاً طويلاً نحو الحفاظ على الدعم.

من يقود ليلاً؟

وفي مؤشر قوي على بداية تصدع العلاقات بين بايدن وهوليود، يؤكد هاستينغز المؤسس المشارك لشركة Netflix، الذي تبرع بملايين الدولارات لدعم المرشحين الديمقراطيين في السنوات الأخيرة، إن بايدن «يحتاج إلى التنحي للسماح لزعيم ديمقراطي قوي بهزيمة ترامب والحفاظ على سلامتنا وازدهارنا».

وفي أعقاب المناظرة، قال آري إيمانويل إنه تلقى مكالمات من «مجموعة من المانحين الكبار الآخرين» الذين تساءلوا عما إذا كان بايدن هو المتلقي الأفضل لدعمهم، كما قال في مهرجان أفكار أسبن يوم الجمعة الماضي.

ولدى إيمانويل علاقات مع العديد من إدارات البيت الأبيض، وقد عمل شقيقه، رام إيمانويل، كرئيس لهيئة الأركان في عهد أوباما وهو الآن سفير أميركا في اليابان.

وشبه إيمانويل الرئيس بايدن وخصمه ترامب بوالده، الذي قال إنه سُلبت منه مفاتيح سيارته في سن 81 عاماً. وذلك في رده على سؤال: هل تريد أن يقود بايدن أو ترامب في الليل؟، مضيفاً: «إذا لم تكن الإجابة أياً منهما، فلا يمكنك أن تجعلهما يديران شركة بقيمة 27 تريليون دولار تسمى الولايات المتحدة». لكن معظم غضبه كان موجهاً إلى بايدن، الذي قال إنه تراجع عن وعده بتسليم الحزب الديمقراطي إلى جيل جديد من القيادة.

وأكد: «هذا ما فعله بايدن.. قال إنه سيترشح لولاية واحدة وهو يفعل ذلك لاستعادة الديمقراطية، لكنه الآن يترشح لولاية ثانية»، وذلك في إشارة إلى ما ذكرته صحيفة بوليتيكو عام 2019، بشأن أن بايدن أشار إلى مساعديه أنه قد يخدم فترة واحدة ولا يترشح لإعادة انتخابه.

الصامتون

ورغم الزخم الكبير الذي أحدثته تصريحات إيمانويل، بعد المناظرة، ظل العديد من المانحين في هوليوود صامتين، متجنبين التصريحات العامة حول إحباطهم من حملة بايدن. وكان أحد هؤلاء الذين التزموا الصمت العلني هو جيفري كاتزنبرج، وهو منتج قوي في هوليوود منذ فترة طويلة، وأحد المشاركين في حملة بايدن.

وكان كاتزنبرغ، وهو مدير تنفيذي سابق في ديزني وشخصية فخرية في هوليوود، فعالاً في تعميق الدعم لأوباما في وقت مبكر من تحديه لهيلاري كلينتون عام 2008. وبالنسبة لبايدن، كان جامعاً للتبرعات ومؤيداً لا هوادة فيه. وفي وقت سابق من هذا العام، قام بحملة في ولاية أيوا، وأشاد بالرئيس في اجتماعات لا حصر لها في جميع أنحاء المدينة. وفي 2023، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن كاتزنبرج حث بايدن على تقبل عمره.

أما كاتب البرامج التلفزيونية ليندلوف، والذي أسهم في تبرعات سخية للديمقراطيين، بما في ذلك «شيك كبير» لحملة بايدن قبل أسبوعين، قال إن «الوقت حان للمانحين للاحتفاظ بالأموال.. عندما لا تتصرف دولة بالطريقة التي نريدها، نطبق عقوبات اقتصادية قاسية. إنها عملية أخذ وعطاء.. ضرر قصير المدى من أجل شفاء طويل المدى».

وحث زملاءه المانحين للرد على الرسائل النصية التي تطلب النقود برفض تسليم «فلس واحد» حتى يتنحى بايدن.

ويوضح: «سيقول بعضهم إنه فات الأوان. لم يتمكن أي فريق من العودة من الخسارة بأربعة أهداف في الشوط التاسع.. وأقول لهم هل شاهدتم فيلماً رياضياً من قبل؟!».

يقرأون الآن