قبل عشر سنوات، توفي الشريك المؤسس لشركة أبل، ستيف جوبز عن عمر يناهز 56 عاماً بعد صراع دام سنوات مع السرطان، إلا أن بصمته تجاوزت حدود شركة أبل، إلى المنافسين والشركاء في عالم الأعمال. حتى بعض الشباب اليوم، سواء كانوا مهندسي برمجيات أم لا، يتطلعون إلى إبداع جوبز ونجاحه كمصدر للإلهام.
وقد يكون بيل غيتس وستيف جوبز أكثر "أصدقاء التكنولوجيا" المعروفين، رغم الصراع بين مايكروسوفت وأبل على مدار 30 عاماً، إلا أن غيتس وجوبز أصبحا صديقين. وبعد وفاة جوبز، نشر غيتس على تويتر: "بالنسبة للذين حالفهم الحظ للعمل مع ستيف، كان شرفاً عظيماً بجنون. سأفتقد ستيف كثيرا".
وقال غيتس لبودكاست Armchair Expert: "لقد كان ساحراً في تحفيز الناس بشكل مفرط". "أما أنا فقد كنت ساحراً صغيراً لذا لم أتمكن من الوقوع تحت تعويذاته - لكن كان بإمكاني رؤيته يلقي التعاويذ، وبعد ذلك كنت أنظر إلى الناس وأراهم مفتونين".
وفي مقابلة أجريت في سبتمبر 2019 مع صحيفة وول ستريت جورنال، أشار غيتس إلى أن جوبز كان يتمتع بموهبة فطرية لجذب الجمهور، حتى أثناء الترويج لمنتج مخيب للآمال.
أما بالنسبة إلى الرئيس التنفيذي الحالي لشركة أبل، تيم كوك، فإنه يرى أن بعض الموجهين قد يتركونك مستعداً، لكن دون أن تصل لمرحلة الجاهزية.
وقبل وفاته بفترة وجيزة، سلم جوبز منصبه إلى تيم كوك. لكن حتى كوك، الذي أمضى 14 عاماً يتعلم مباشرة من جوبز، يقول إنه لم يشعر بأنه مستعد لأخذ مكان سلفه.
وفي خطاب التخرج لعام 2019 في جامعة ستانفورد، شارك كوك درساً قيماً من معلمه: "منذ أربعة عشر عاماً، وقف ستيف على هذه المنصة وأخبر أسلافكم قائلاً، "وقتك محدود، لذا لا تضيعه في عيش حياة شخص آخر".
وصف كوك الشعور بالوحدة الذي شعر به بعد وفاة جوبز، قائلاً إن التجربة علمته التمييز الحاسم بين "الاستعداد" و"الجاهزية". لقد حذر الطلاب من أنه عندما يحين الوقت للقيادة، بأي صفة، لن يكونوا جاهزين - ولا بأس بذلك.
أما بالنسبة إلى الرئيس التنفيذي لشركة Hewlett Packard، ميغ ويتمان، فإن أكثر ما ألهمها به جوبز كان "البساطة".
وقال ويتمان لصحيفة وول ستريت جورنال، إن نهج جوبز في تصميم المنتج هو من بين أكثر الموروثات شهرة. واقتبست جزءا من حديث جوبز لـ Business Week في عام 1998 والذي قال فيه: "البساطة يمكن أن تكون أصعب من التعقيد. عليك أن تعمل بجد لتنظيف تفكيرك لجعله بسيطاً. لكن الأمر يستحق ذلك في النهاية لأنه بمجرد وصولك إلى هناك، يمكنك تحريك الجبال".
أما بالنسبة إلى كبير مصممي شركة أبل، جوني إيف، فإن أهم الدروس التي تعلمها من جوبز هي أن: "الرغبة في التعلم أهم بكثير من الرغبة في أن تكون على حق".
وكتب في مقال: "لقد كان بلا شك أكثر البشر فضولاً قأبلتهم في حياتي". "لم يكن فضوله النهم مقيداً أو مشتتاً بمعرفته أو خبرته، ولم يكن عرضياً أو سلبياً".
هذا الفضول، كما كتبت، كان أمراً حيوياً لنجاح جوبز، خاصةً لأن الأشخاص الآخرين غالباً ما كانوا يميلون إلى استكشاف ما يعرفونه بالفعل وما يشعرون بالأمان.
وقال إيف: "فضولنا يستدعي أن نتعلم". "وبالنسبة لستيف، كانت الرغبة في التعلم أهم بكثير من الرغبة في أن يكون على حق".
أما بالنسبة إلى أكثر الأشخاص الملهمين على الكوكب حالياً، وهو الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، فإن الدرس الأهم بالنسبة له من جوبز هو: "القدرة على جذب وتحفيز الأشخاص العظماء".
وكتب تغريدة يوم الاثنين: "لدي رغبة لفرصة واحدة للتحدث مع جوبز".
وقال ماسك، الذي يُقارن أحياناً بجوبز بسبب رؤيته للمستقبل، في مقابلة عام 2018 مع موقع Autobild.tv أنه أعجب بجوبز منذ فترة طويلة. مشيراً إلى أن قدرته على تنمية أبل من خلال جذب أفضل المواهب وكسب ولاء الموظفين هو أمر يحاول ماسك القيام به في تسلا.
العربية