رواية

أثارت رواية "هوّاريّة" للكاتبة إنعام بيوض جدلاً واسعاً في الجزائر، خاصةً بعد فوزها في جائزة "آسيا جبار" التي تنظمها وزارة الثقافة، حيث اعتبر البعض أن محتواها فيه إهانة لسكان مدينة وهران وأن كاتبتها "تروج للإباحية والبذاءة".

وتحكي الرواية معاناة البطلة واسمها "هوّاريّة" خلال فترة العشرية السوداء 1990-2000، والظروف القاسية التي تعيشها في مدينتها وهران والتي دفعتها لدخول عالم الدعارة. لكن مضمونها وبعض المصطلحات التي استعملتها الكاتبة، أثار انتقادات واسعة وصدم سكان مدينة وهران.

وفي هذا السياق، اعتبر الناشط عبد الهادي بالرحال أن الرواية "أهانت الأمهات والأخوات والبنات وكل النساء وطعنت بها كاتبها بشرف مدينة وهران ومسّت موروثها الثقافي"، داعياً السلطات الأمنية والقضائية إلى ملاحقة الكاتبة ومحاسبتها من أجل إعادة الاعتبار للمرأة الوهرانية، مستغرباً من تكريمها من طرف السلطات العليا بالبلاد.

ومن جهتها، طالبت الناشطة حملة نافعة برفع شكوى قضائية ضد كاتبة الرواية، معتبرةً أن محتواها فيه تشويه لرجال ونساء وهران، بينما رأى الناشط محمد صحبي أن الكاتبة تطاولت على مدينة بأكملها، داعياً إلى التحرك جماعياً لمقاضاتها.

في المقابل، تعاطف الناشط بوخلفة بن ميلود مع الكاتبة بعد تعرضها لهجمة شرسة، مضيفاً أنها "وضعت إصبعها على الجرح لأن الرذيلة منتشرة في الواقع وأمام مرأى ومسمع الجميع"، حسب تعبيره، لافتاً إلى أن الابداع الذي لا يثير الزوابع ليس إبداعاً، وأن عمل الكاتبة هو نوع من الحرية الفكرية.

وتفاعلاً مع هذا السجّال الذي مازال متواصلاً، أعلنت دار "ميم" للنشر، الصادرة عنها الرواية، في بيان الثلاثاء، عن توقيف نشاطها بشكل نهائي.

ويعتبر اسم "هوّاريّة" بالنسبة للمرأة أو "هوّاري" بالنسبة للرجل من أشهر الألقاب المنتشرة في مدينة وهران، نسبة إلى "الولي سيدي الهواري المغراوي"، حيث يتواجد ضريحه في حي شعبي، أسفل وسط المدينة.

يقرأون الآن