مهرجان جرش هذا العام يتضامن مع غزة

بدأ العدد التنازلي لانطلاق مهرجان جرش للثقافة والفنون بالأردن 2024 في دورته 38 خلال الفترة بين 24 تموز/ يوليو الحالي ولغاية 3 آب/ أغسطس المقبل، رغم معارضة تيارات كثيرة في الأردن، بسبب الحرب في غزة.

مدير مهرجان جرش أيمن سماوي أكد في تصريحات صحفية أن المهرجان هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة لأنه يعقد في ظروف إقليمية مختلفة في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، كاشفا أن المهرجان هذا العام تضامني وطني بإمتياز وخصوصا مع أهالي غزة، بما يتضمنه برنامجه من برامج ثقافية فنية ملتزمة بدعم القضية الفلسطينية، ومؤكدا أن فعالياته ستكون رسالة للشعب الفلسطيني والعربي مفادها أننا مستمرون مهما كانت الظروف والتحديات.

رسالة المهرجان

ويشكل مهرجان جرش للثقافة والفنون ظاهرة ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة بأبعادها الوطنية والعربية والعالمية، ويحملُ رسائل ثقافية وسياسية عميقة، ويلعب دورا كبيرا في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في الأردن بشكل عام، ومدينة جرش ومجتمعها المحلي بشكل خاص.

وتمثل مفاجأة المهرجان في دورته 38، طبقا لما أعلنته إدارة المهرجان، هي الفنانة صاحبة الصوت المدهش بكلّ مساحات التفاعل والألق والإبداع هبة طوجي، والتي تسير على الثقة ذاتها التي وجدها فيها منصور وأسامة الرحباني، حين قدماها لبطولة مسرحيات غنائية ضخمة ومميزة في الشرق الأوسط.

الفنانة طوجي تمتاز برونقها وطلتها الإنسانية وإيمانها الذاتي بما تقدمه، وإتقانها اللهجة المصرية بكل عذوبة الغناء، وفي هذا العام تواصل جولتها الفنية التي بدأتها بلندن، ثم تورونتو، ومونتريال، ومن ثم المغرب، وغيرها، لتقدم حفلا عالميا تاريخيا على مسرح الأولمبيا العريق في العاصمة الفرنسية باريس، تحت الإدارة الفنية للمنتج والمؤلف أسامة الرحباني، وبمشاركة الموسيقار العالمي إبراهيم معلوف،إذ تميز هذا الحفل بمفاجآت فنية متعددة، ومشاركة لأهم الأصوات العالمية، مثل مشاركة النجمين لارا فابيان وفلوران باني.

وفي أجواء المدينة الأثرية العتيقة جرش وبكل جمالها وبهائها وأصداء حضارتها، ستصدح الفنانة هبة طوجي ليل الخميس ثاني أيام المهرجان 25 تموز/ يوليو الجاري وسيرافقها في كل هذا الإبداع والتألق، الموسيقار والمبدع أسامة الرحباني في أقوى الحفلات التي يضمها المهرجان في دورته 38.

جرش هذا العام مختلف

الإعلامية الأردنية المتخصصة في الثقافة والفن لما الشبول، تقول إن مهرجان جرش هذا العام مختلف ويقام في ظروف صعبة للغاية وسط حزن على ما يحدث لأهالي غزة، مشيرة إلى أن المهرجان وتحت شعار "يستمر الوعد" هو رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني وسط أجواء الحرب والدمار.

وأضافت الشبول أن حرص الأردن على إقامة المهرجان في موعده وبهذا الشعار هو تأكيد على التضامن الكامل مع ما يحدث في غزة، موضحة أن حرص إدارة المهرجان على تقديم فقرات ثقافية وفنية تعكس التواجد الفلسطيني هو أساس رسائل المهرجان للعالم.

ولفتت إلى أن مواجهة التحديات وإرساء التضامن يكون بكافة الطرق ومنها الفنون والثقافة، مؤكدة أن حضور فرق وشعراء فلسطينيين المهرجان هو تأكيد لاستمرار النضال الفلسطيني بكل الوسائل ومنها الغناء والإبداع الثقافي والشعري.

وأوضحت الشبول أن إدارة المهرجان أعلنت عن العديد من الفعاليات التي تجسد التضامن والداعم لأهالي القطاع، وأن كافة الفقرات والفعاليات ستكون في قلب الحدث الثقافي الدولي من أجل مناصرة ودعم القضية الفلسطينية.

صول في جرش

وتحيي فرقة "صول" الفلسطينية، حفلا غنائيا ضمن حفلات مهرجان جرش في الساحة الرئيسية للمدينة الأثرية ، فيما تقدم الفرقة أغنية لغزة بعنوان "أولادي عصافير الجنة"، وهي الأغنية الأولى من مجموعة أغنيات تمّ إنجازها بالكامل في قطاع غزة أثناء الحرب.

فرقة "صول" تألقت في الظرف القاسي وبرعت في ابتكار الحياة أمام الجرح، فكانت بنت اللحظة القاتمة المؤلمة، وما تزال تواصل دورها وتحتفي بالجرح الفلسطيني ونداء النكبات الذي يصل صداه إلى أبعد مدى عن طريق الكلمة واللحن والأشجان والصوت الحنون، والذي يغدو أقوى من أيّ صوت ويتخلل إحساسنا بكل هذه الآلام.

و"صول" فرقة تعتمد على التأثير الإنساني العالمي، كمزيجٍ آسر من الموسيقى الشعبية والبوب، في 30 أغنية من الموسيقى الفلسطينية والعربية، بما لها من حضور على الـ"سوشال ميديا"، و"اليوتيوب"، لبراعتها الفنية.

والأغنية الجديدة موسيقى حزينة وإنسانية صارخة تبعث على الأمل والشجن من ركام الأحزان في غزة المجروحة، قدّمتها فرقة تدين الموت والقتل والدمار وفقدان الأبناء بأصوات صارخة بالألم والإحساس بظلم الكون، والإيمان بالنصر في الوقت ذاته.

وتغيب الفعاليات الغنائية عن المسرح الجنوبي هذا العام، فيما سيحتضن المسرح الشمالي، حفلات يحييها، نخبة من نجوم الغناء في الأردن والعالم العربي، مثل مارسيل خليفة، وعفاف راضي، وأميمة الخليل، وعمر العبداللات، وديانا كرزون، وفايا يونان، ونداء شرارة، وفنانون آخرون.

يقرأون الآن