ما هو سر رفض نتنياهو توقيع هدنة غزة؟

ما زال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل مناوراته ومماطلاته من أجل إفشال جهود الوسطاء وعدم التوقيع على اتفاق الهدنة مع حماس وإنهاء الحرب في غزة، مستغلا عامل الوقت من أجل الانتظار حتى الانتخابات الأميركية القادمة.

ويتذرع نتنياهو في كل جولات المفاوضات بذرائع مختلفة للتهرب من إتمام الاتفاق واستمرار الحرب رغم أن الاتفاق الذي يجري التفاوض حوله أقره الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يسعى هو الآخر لإتمام الاتفاق قبل الانتخابات الأميركية.

وفي هذا الإطار، أكد الخبير المصري اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات لـ"العربية.نت"، أن نتنياهو يماطل بالفعل في توقيع اتقاق الهدنة حتى موعد الانتخابات الأميركية، كي يتخلص من ضغوط بايدن.

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يرغب بالطبع في أي اتفاق قبل أن يجني ثمار نتائج زيارته لواشنطن، مؤكدا كذلك أنه من الممكن التوصل لاتفاق قبل بدء الانتخابات الأميركية لكنه لن ينهي الحرب تماما إلا إذا حقق كل أهدافه.

إلى ذلك، كشف الخبير المصري أن نتنياهو يراهن على وصول ترامب للحكم، لأنه حليف قوي اعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وقرر نقل السفارة الأميركية إلى القدس، كما طرح صفقة القرن التي منحت إسرائيل أكثر من 30% من أراضي الضفة الغربية، متابعا أن معرفة التوجهات التي تحكم فكر "بنيامين نتنياهو" تجاه القضية الفلسطينية تحتاج إلى اجتهاد كبير، خاصة أن مواقفه المتطرفة واضحة.

وقال الخبير المصري إن "نتنياهو ومنذ أن تولى رئاسة الحكومة الحالية في ديسمبر 2022، نجح في تشكيل ائتلاف حكومي قوى ويمكن أن يستمر حتى العام 2026 إن لم تحدث متغيرات داخلية قوية تطيح بالائتلاف، لكن جاءت الحرب الإسرائيلية على غزة التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023 لتهز الائتلاف، حيث أثبتت ضعف الإجراءات الإسرائيلية في حماية منطقة "غلاف غزة"، وكشفت فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق كافة الأهداف التي حددها نتنياهو منذ بدء العمليات".

وأشار إلى أنه وبالرغم من حجم المظاهرات المتتالية للضغط على نتنياهو للموافقة على هدنة ثانية تؤدي إلى الإفراج عن الإسرائيليين المختطفين لدى حماس وفصائل المقاومة، إلا أنه لايزال قادراً على التصدي لضغوط الرأي العام.

وأضاف اللواء الدويري أن الأولوية التي يركز عليها نتنياهو تتمثل في الإبقاء على ائتلافه الحالي ضاربا بعرض الحائط كافة المطالب الداخلية والخارجية بإنجاز صفقة إعادة المختطفين، ثم نجح قبل أيام في تمرير قرار في الكنيست برفض إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما يقوي موقفه، حيث يؤكد بهذه الخطوة للعالم أن هناك موقفاً إسرئيلياً موحداً ضد إقامة الدولة الفلسطينية بدعوى أنها تهدد الأمن والوجود الإسرائيلي.

كذلك أكد الخبير المصري أنه من المواقف التي ستدعم موقف نتنياهو خطابه المرتقب أمام الكونغرس بمجلسيه في 24 يوليو الجاري، متابعا بالقول إن طبيعة زيارته وملابساتها تؤكد مدى عمق العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين، وأن أية ضغوط تمارسها عليه واشنطن بما يتعارض مع مواقفه لن يتجاوب معها، مجددا التأكيد على أن نتنياهو يراهن بقوة على عودة الرئيس ترامب للحكم من أجل إحياء صفقة القرن.

وكشف الخبير المصري أن نتنياهو سيركز على أن يكون خطابه في الكونغرس ولقاؤه المحتمل مع بايدن رسالة واضحة وموجهة إلى أميركا باعتبارها أكبر دولة داعمة لإسرائيل، بأن إسرائيل تتعرض إلى تهديد وجودي غير مسبوق من إيران ووكلائها في المنطقة وخاصة حماس وحزب الله، وهو ما يفرض على واشنطن استمرار دعمها المطلق وأن تتخلى عن ممارسة أية ضغوط تتعارض مع مقتضيات أمن إسرائيل وتحديداً مبدأ حل الدولتين الذي تتبناه الإدارة الحالية.

بناء على ذلك كما يقول الخبير المصري سيواصل نتنياهو في التسويف والمماطلة لعدم إنجاز الهدنة حتى ينتهي من زيارته لواشنطن، التي يهدف أن يحقق خلالها أربعة أهداف رئيسية، الأول الحصول على مزيد من الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي بما يتيح له إبقاء الائتلاف، والثاني أن يكون لإسرائيل الكلمة الفصل في طبيعة اليوم التالي للحرب حتى لا تصبح غزة مصدراً لتهديد إسرائيل في المستقبل.

أما الهدف الثالث، فهو ألا تفرض واشنطن عليه أية حلول لا يرتضيها حتى يحقق أهدافه من الحرب والقضاء على حماس، والهدف الرابع هو التأكيد على أنه لا مكان لدولة فلسطينية بجوار إسرائيل مستقبلاً.

يقرأون الآن