مقالات

صراع رقعة الشطرنج.. إسرائيل وإيران ومحورها الممانع

صراع رقعة الشطرنج.. إسرائيل وإيران ومحورها الممانع

خلصت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى أن تصاعد الهجمات التي تشنها فصائل "محور المقاومة" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك فصائل عراقية، ما هو إلا محاولة إيرانية لتحسين مكانتها على رقعة الشطرنج الإقليمية، واستغلال الانشغال الأميركي الداخلي بالانتخابات الرئاسية مع خروج جو بايدن، وامتحان المرشحة الحالية كاملا هاريس.

وذكر التقرير الإسرائيلي، أن إيران تعمل على زيادة استخدامها للميليشيات الوكيلة لشن هجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا، وذلك بعد عدة شهور من الهدوء، مشيراً إلى أن وسائل إعلام إيرانية أعلنت عن هجوم بالصواريخ وقع في 26 تموز/ يوليو الجاري ضد موقع للقوات الأميركية في منطقة دير الزور السورية.

وأعاد التقرير التذكير بالهجوم الذي قتل 3 جنود أميركيين في الإردن في كانون الثاني/ يناير الماضي، ونفذته كتائب حزب الله العراق المدعومة من إيران، والتي هددت مؤخراً الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ملوحة بأنها قد تلجأ إلى التصعيد بسبب الحرب في غزة، مضيفاً أن الحوثيين في اليمن صعدوا أيضاً من وتيرة هجماتهم، واستهدفوا تل أبيب في 19 تموز/ يوليو الجاري.

واعتبر التقرير الإسرائيلي أن إيران تعمل حالياً على تنشيط ميليشياتها في سوريا لزيادة الهجمات على الولايات المتحدة، مضيفاً أن كل ذلك يمثل جزءاً من محاولة مخططة ومنسقة من جانب إيران من أجل ممارسة أقصى قدر من الضغط على الولايات المتحدة، وفتح حرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل.

كما أشار التقرير إلى أن إيران استخدمت ميليشياتها في العراق لبدء هجمات جديدة على القوات الأميركية في العراق، لافتاً في هذا الإطار إلى هجوم معلن عنه ضد القوة الأميركية في قاعدة عين الأسد في 24 تموز/ يوليو الجاري، وهو أحد الهجومين الأخيرين في العراق اللذين يوضحان أن إيران أعطت أوامر لميليشياتها بالعودة إلى سياسة استهداف الولايات المتحدة، على غرار ما تفعله منذ بداية الحرب الإسرائيلية المدعومة من واشنطن على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وبعدما تساءل التقرير عن أسباب عودة إيران إلى شن هجمات على الولايات المتحدة في العراق وسوريا، قال إن ذلك يأتي في سياق التصعيد الحوثي وحزب الله ضد إسرائيل إلى جانب التصعيد من قبل الجماعات المدعومة من إيران لاستهداف الجولان.

وعلى سبيل المثال، قال التقرير إن جماعات مدعومة من إيران، أعلنت أنها تنسق مع الحوثيين بشن هجمات "مشتركة"، مشيراً إلى أن الميليشيات العراقية تحدثت مؤخراً عن استهداف إيلات بهجوم بطائرة مسيرة، مضيفاً أن الحوثيين من جهتهم أعلنوا مراراً منذ 20 تموز/ يوليو الجاري أنهم سينتقمون من الغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة في 20 تموز/ يوليو الجاري، والتي كانت بمثابة انتقام إسرائيلي من هجوم الحوثيين على تل أبيب.

وأوضح التقرير الإسرائيلي أن التصعيد الإيراني يأتي في وقت تشعر فيه طهران أن الولايات المتحدة تركز على القضايا السياسية الداخلية، مضيفاً أن إيران ربما ترغب أيضاً في محاولة الاستفادة من انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي.

ولفت التقرير أيضاً إلى أن إيران ربما تكون تحاول اختبار نائبة الرئيس كاملا هاريس، التي أصبحت المرشحة الديمقراطية المحتملة في الانتخابات الرئاسية.

وبعدما أشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة قد ترغب بمحاولة الحد من التوترات من خلال المحادثات في سلطنة عمان أو في أي مكان آخر، وإلى أن إيران تدرك أيضاً أن المفاوضات حول الرهائن ما تزال مستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، اعتبر أن إيران "تريد تحسين موقعها على رقعة الشطرنج الإقليمية قبل أي وقف لإطلاق النار".

يقرأون الآن