طغت قضية لاعب الجودو الجزائري، مسعود رضوان دريس، على اهتمام الجزائريين، على حساب متابعة باقي مواطنيهم الرياضيين المشاركين في الألعاب الأولمبية المقامة في باريس، فرنسا، خاصّة بعدما أخذت أبعادا أخرى بقرار الاتحاد الدولي للجودو التحقيق فيما إذا كان ممثل الجزائر قد افتعل الوزن الزائد من أجل تجنب مواجهة اللاعب الإسرائيلي؟
لم يعد من حديث للجزائريين، خاصَّة على مواقع التواصل، إلاّ عن قضية اللاعب دريس، بعدما أدرجت القرعة اسمه في مواجهة الإسرائيلي توهار بوتبول، وتم إقصاؤه بسبب الوزن الزائد.
وقرر، الأحد، الاتحاد الدولي لـ"الجودو" رسميا فتح تحقيق في قضية استبعاد الجزائري من أولمبياد باريس 2024، حيث كشف في بيان له أن "دريس، في فئة أقل من 73 كلغ، استبعد عقب اختبار الوزن الرسمي، بسبب وزنه الزائد"، وأنه "وصل إلى جلسة التحكم في الوزن قبل 10 دقائق عن الموعد النهائي، وتبين أن وزنه يزيد بمقدار 400 غرام عن الحد الأقصى للوزن المسموح به للمنافسة".
وشكك الاتحاد في نوايا دريس مسعود، مؤكدا أنه "يلتزم بمبادئ اللعب النظيف والروح الأولمبية وعدم التمييز"، حيث ذكر البيان "من المؤسف أنَّ الرياضيين غالباً ما يصبحون ضحايا للنزاعات السياسية الأوسع نطاقاً والتي تتعارض مع قيم الرياضة.. بعيداً عن تأثيرات الصراعات الدولية نعتقد أن الرياضة يجب أن تظل عالما من النزاهة والعدالة".
وانتهى بيان الاتحاد إلى التأكيد بأنه "لا يمكننا تقديم مبرر لحالة الوزن الزائد لمسعود دريس، لكننا نظل ملتزمين بضمان تنافس جميع الرياضيين في ظل ظروف متساوية وعادلة"، موضحا أنه "بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، سيتم إجراء مراجعة كاملة والتحقيق في الوضع، وسيتم اتخاذ إجراءات أخرى إذا لزم الأمر".
واعتاد الجزائريون الانسحاب أمام اللاعبين الإسرائيليين في مختلف المنافسات الرياضية، تعبيرا منهم عن عدم الاعتراف بها كدولة.
وكان مواطن دريس، بطل الجودو الجزائري فتحي نورين قد تعرّض للإقصاء 10 سنوات، بعد رفضه مواجهة إسرائيلي في أولمبياد طوكيو 2021، وهو ما جعل الرياضي يتخذ قرارا بالاعتزال نهائيا.
وأثارت قضية لاعب الجودو مسعود رضوان دريس، تعليقات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، ورغم أن اللاعب لم يصرح فيما إذا كان قد افتعل الوزن الزائد أم لا، فإن الكثيرين اعتبروا أنه فعلا اتخذ موقفا سياسيا: "رسالة دريس واضحة ولها أثر كبير، أحيي فيه هذه الشجاعة وتضحيته بمساره الرياضي من أجل قضيته". وقال آخر: "الاتحاد الدولي يرى أنه ضدّ إقحام السياسة في الرياضة، لكن عادة ما يكون ذلك في القضايا التي يُحددها الغرب فقط".
ورأى آخرون أن الانسحاب ليس بالضرورة في فائدة القضية الفلسطينية "من قال إنَّ الإنسحاب هو خير موقف يمكن به خدمة القضية؟ لم لا يواجه الإسرائيلي مثلا ويهزمه في الحلبة؟".