دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خلاف "سني - شيعي" يودي بحياة عشرات الباكستانيين

خلاف

تستمر المعارك على أساس طائفي في شمال غرب باكستان، والتي بدأت بسبب نزاع على قطعة أرض قبل نحو أسبوع، ما أدّى حتى الآن إلى مقتل 48 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين.

الوضع في المنطقة كارثي، والقذائف والصواريخ تطلق من كل الجهات وتسقط على المنازل والمرافق العامة.

يشمل النزاع القبلي حاليًا كل مناطق مقاطعة كرم القبلية، فيما خرج سكان المناطق المجاورة في إقليم الشمال الغربي إلى الشوارع الرئيسية، في محاولة لمنع سيارات من العبور على الطرق. وتمكنت الزعامة القبلية من أخذ موافقة الطرفين المتصارعين على وقف إطلاق النار مساء يوم الأحد، ولكن خلال الليل بدأت الإشتباكات العنيفة بين الطرفين مرّة أخرى، وبالتالي لا توجد توقعات حاليًا بوقف إطلاق النار.

وامتد النزاع إلى المناطق المجاورة، حيث خرج عشرات من القبليين في منطقة هنكو إلى الشوارع الرئيسية تأييدًا للقبائل السنية، وبدأوا يمنعون السيارات التي تمر عبر شوارعها لأبناء الأقلية الشيعية وهي تدخل منطقة كرم القبلية، حيث الطريق الرئيسي لكرم تمر عبر هنكو. كما خرج عشرات من شبان القبائل وعلماء الدين والزعماء القبليين إلى الشوارع في منطقة كوهات المجاورة لمدينة بشاور وعقدوا اجتماعات تأييدًا لقبائل السنة. كما اتهم هؤلاء الحكومة الإيرانية بمساندة القبائل الشيعية وإرسال السلاح لها، مؤكدين "أننا لن نترك أبناء السنة وحدهم وسنساندهم بكل وسيلة".


ما القصة؟

وبدأت الحرب بين الطرفين على أساس نزاع على أرض تقع في منطقة بوشهره التابعة لمقاطعة كرم، وحجم الأرض تقريبًا 30 فدانًا، تتنازع عليها كل من قريتي مدكي وغلاب. وكان هناك يوم الأربعاء الماضي اجتماع قبلي من أجل حلحلة القضية، وأثناء الإجتماع حصل إطلاق نار من طرف واحد، ولم يصب أحد بأذى، لكن القضية تفاقمت لاحقًا.

وامتد النزاع القبلي إلى كل القبائل الموجودة في المنطقة، بعضها سنية وأخرى شيعية. كما بدأت المواجهات الشرسة بين السنة والشيعة في كل مناطق مقاطعة كرم، وهي: بوشهره، ملي خيل، دندر، بالش خيل، صده، وهي مركز المقاطعة، كونج عليزي، مقبل، بيوار وترمنغل. وتعيش قبيلة توري في منطقة ترمنغل، وهي أقوى القبائل الشيعية، والباقي فروع لها، بينما قبائل السنة متعددة، من أشهرها قبيلة بنغش وقبيلة مقبل والباقي فروع لهما.

والصراع على الأرض بين الطرفين بدأ منذ عام 2007 وتكررت المعارك بين القبائل مرارًا، حيث قتل عشرات الأشخاص من الطرفين في حروب دامية، وذلك على الرغم من توقيع اتفاق بين الطرفين في عام 2008 على أن يتم حل المشكلة عبر الحوار، ولكن ذلك التوافق لم ينفع. وفي كل مرّة تتمكن الزعامة القبلية من وقف إطلاق النار، ولكنها تفشل في حل القضية، لتعقيدها أولًا، ولأجل عوامل فكرية وقبلية أخرى دخيلة فيها.

يذكر أن مقاطعة كرم القبلية التي يعيش فيها السنة والشيعة معًا، شهدت على مر العقود الماضية حربًا طائفية، وكانت لقبائل طوري الشيعية قوة كبيرة فيها سياسيًا وقبليًا وعسكريًا، ولكن بعد ظهور طالبان في أفغانستان ولاحقًا في باكستان بدأت قوة القبائل الشيعية تتدهور وتتعزز قوة القبائل السنية مقابل ذلك.

يقرأون الآن