حذرت مجلة "تايم" الأميركية، يوم الجمعة، من أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، بعد ساعات فقط من تنصيب الرئيس الايراني الجديد مسعود بزشكيان، تبدو محاولة اسرائيلية من اجل تعزيز احتمال حدوث انتقام ايراني، تلبية لمسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاشعال حرب اكبر وجر الولايات المتحدة اليها.
وأكد تقرير للمجلة الأميركية، أن "اسرائيل هي التي تقف خلف اغتيال هنية الذي وصفته بانها المفاوض عن حماس وزعيمها السياسي، مشيرة إلى أن "إسرائيل نفسها قد تدفع ثمنا باهظا في حرب تطال المنطقة بالكامل، فان ذلك من شانه ان يخدم مصالح نتنياهو بطرق عديدة.
وأوضح التقرير الاميركي أن اغتيال هنية يقضي على احتمال التوصل الى الاتفاق الذي كان وشيكا لوقف اطلاق النار، حيث ان نتنياهو عارض باستمرار التوصل الى اتفاق من شانه انهاء الحرب.
وبحسب التقرير، فإن نتنياهو، يدرك أن صفقة الرهائن قد تؤدي الى انهيار حكومته وانهاء عهده كرئيس للوزراء، كما انه من المحتمل ان تقود الصفقة الى تسريع محاكمته الجارية في قضايا الفساد، والتي قد تؤدي الى سجنه، مضيفة انه ما من شيء بامكانه ان يقضي على هذه المحادثات، اكثر من القضاء على المفاوض نفسه على الجانب الاخر من الطاولة.
ووفق تقرير مجلة "تايم" الأميركية، فإن اغتيال هنية قد يقود الى محاصرة الرئيسة المستقبلية كامالا هاريس، فبينما حملت ادارة بايدن المسؤولية على حماس في الفشل في التوصل الى اتفاق، فان هناك ادلة على ان هاريس قد تنتهج نهجا مختلفا مقابل احترام بايدن شبه الكامل لاسرائيل، مشيرة الى ان هاريس قالت بعد ان زار نتنياهو واشنطن في الاسبوع الماضي، "قلت لرئيس الوزراء نتنياهو للتو، فان الوقت قد حان لانجاز هذه الصفقة".
ولفت التقرير الأميركي، إلى انه كان من الصعب على نتنياهو ان يتجاهل لغة جسدها الباردة، وتعبيرها عن التعاطف مع معاناة الفلسطينيين، واستعدادها للاشارة علنا إلى التشويش الذي تمارسه اسرائيل.
ورأى التقرير، أن اغتيال هنية يؤدي ايضا الى القضاء على خط اخر من المفاوضات المحتملة بين الولايات المتحدة وايران، حيث ادى الانتخاب المفاجئ لبزشكيان الذي استند في حملته الانتخابية على برنامج استئناف التفاوض مع واشنطن، الى خلق فرصة نافذة صغيرة لتجديد الدبلوماسية بين الطرفين، الا ان التصعيد الذي اثاره اغتيال هنية، قوض بشدة احتمالات خلق مساحة سياسية في طهران لمثل هذا التواصل.
وتابع التقرير ان هذا الاستنتاج قد يكون صحيحا لان طهران تعتقد ان اسرائيل تصرفت بمباركة من ادارة بايدن، مشيرا الى رسالة السفير الايراني الى رئيس مجلس الامن الدولي الذي قال ان الهجوم الاسرائيلي "لم يكن من الممكن ان يحدث دون موافقة ودعم استخباراتي من الولايات المتحدة".
وبحسب تقرير "تايم"، فإن نتنياهو كان يسعى طوال عقدين من الزمن الى دفع الولايات المتحدة نحو خوض حرب مع ايران، مشيرا الى ان آخر اربعة رؤساء اميركيين، واجهوا في اوقات مختلفة ضغوطا من جانب اسرائيل من اجل مهاجمة ايران.
وتابع التقرير انه برغم ان درجة كبيرة من التركيز كانت تتعلق بالبرنامج النووي الايراني، الا ان الرغبة بشن هجوم اميركي مباشر، تذهب الى ما هو اعمق من تخصيب اليورانيومن حيث ان اسرائيل تعتبر ان ايران تشكل تهديدا للوضع الاقليمي الذي يتيح لاسرائيل اقصى قدر من القدرة على المناورة، بما في ذلك القدرة على ضرب سوريا ولبنان مع الافلات الكامل تقريبا من العقاب.
وباعتقاد الاسرائيليين، كما تقول المجلة، فان الاتفاق النووي الذي يمنع ايران من تصنيع قنبلة نووية، لن يحول التوازن الاقليمي بعيدا عن ايران. وتابع التقرير انه من خلال تخفيف العقوبات التي وعدت بها ايران بموجب الاتفاق النووي مع الرئيس باراك اوباما، فانه من المحتمل ان تزدهر قدرات ايران التقليدية.
ولفت التقرير الى ان تقارب اوباما مع إيران ادى الى ابعاد ميزان القوى الاقليمي عن دول الخليج وعن اسرائيل، مضيفا انه بحسب الاعتقاد الاسرائيلي نفسه، فانه لا يمكن الحفاظ على توازن القوى هذا من خلال القدرة العسكرية الاسرائيلية وحدها، وانما يتطلب ايضا عقوبات اقتصادية صارمة وعملا عسكريا اميركيا.
وختم تقرير "تايم"، بالقول إن الهجوم الاسرائيلي يستهدف اثارة رد فعل ايراني، وهو رد يمكن ان يتطور بسهولة الى حرب اكبر تستقطب الولايات المتحدة اليها، وأن إدارة بايدن، منعت في شهر نيسان/ابريل، وقوع تصعيد خارج السيطرة، وذلك من خلال المساعدة في هندسة عملية تبادل لاطلاق النار بين ايران واسرائيل في اعقاب الغارة الاسرائيلية على القنصلية الايرانية في دمشق في الاول من نيسان/ابريل.
وخلص تقرير المجلة الأميركية، إلى القول إنه "ما يزال بمقدور الولايات المتحدة اليوم ان تمنع المنطقة من الانزلاق نحو الفوضى، وانما فقط في حال كانت مستعدة لوضع خطوط حمراء واضحة وعلنية امام نتنياهو".