يستجوب المحققون مسؤولي شركة بوينغ خلال جلسة استماع حول انفجار لوحة من طائرة 737 ماكس أثناء الرحلة، وهو الحادث الذي شوه سمعة الشركة في مجال السلامة وجعلها في مواجهة خطر قانوني جديد.
ويمكن أن توفر جلسة الاستماع التي تستمر يومين نظرة ثاقبة جديدة حول حادث 5 كانون الثاني/يناير والذي تسبب في دوي عالٍ وترك فجوة كبيرة في جانب طائرة ألاسكا إيرلاينز.
وجاء في تقرير apnews أنه في التقرير الأولي، قال مجلس سلامة النقل الوطني إن أربعة من المسامير التي تساعد في تثبيت اللوحة، والتي تسمى سدادة الباب، لم يتم استبدالها بعد إصلاحها في مصنع بوينغ، لكن الشركة قالت إن العمل قد تم ولكن لم يتم توثيقه. ومن المتوقع أن يستجوب أعضاء مجلس السلامة خلال جلسة الاستماع مسؤولي بوينغ حول الافتقار إلى الأوراق التي قد تفسر كيف حدث مثل هذا الخطأ الذي كان سيؤدي إلى كارثة مأساوية.
تم صنع اللوحة التي انفجرت من طائرة بوينغ 737 ماكس في كانون الثاني/يناير من قبل أحد الموردين، وهو شركة سبيريت إيروسيستمز. وقد أُزيلت في مصنع بوينغ حتى يتمكن العمال من إصلاح المسامير التالفة، ولكن لم يتم استبدال البراغي التي تساعد على تأمين سدادة الباب، ولم يتضح من أزال اللوحة.
تم تسليم الطائرة إلى شركة طيران ألاسكا في أواخر تشرين الأول/أكتوبر ولم تقم سوى بحوالي 150 رحلة. وتوقفت شركة الطيران عن استخدام الطائرة في الرحلات المتجهة إلى هاواي بعدما تم تشغيل ضوء التحذير الذي يشير إلى مشكلة محتملة في الضغط في ثلاث رحلات مختلفة.
وقع الحادث خلال الرحلة 1282 بعد دقائق من إقلاعها من بورتلاند بولاية أوريغون، حيث كانت الطائرة تحلق على ارتفاع 16000 قدم، فسقطت أقنعة الأوكسجين من جراء الضغط العالي، وانجرفت بعض الهواتف المحمولة والأشياء الأخرى من خلال الفتحة الموجودة في الطائرة، فأصيب الركاب بالرعب من الرياح والضوضاء الصاخبة، وكانت معجزة بحق أن أحداً لم يصب بأذى.
هبط الطيارون بسلام في بورتلاند، وعثر على سدادة الباب في الفناء الخلفي لمعلم العلوم في مدرسة ثانوية في سيدار هيلز بولاية أوريغون، وقد أدى الحادث إلى تحقيقات عدة مع بوينغ، ومعظمها لا يزال جارياً. وتتضمن أجندة المجلس الوطني لسلامة النقل للجلسة المذكورة شهادة حول التصنيع والتفتيش، كما فتح وإغلاق سدادة الباب في مصنع بوينج، بالإضافة إلى أنظمة السلامة في بوينغ وسبيريت وإشراف إدارة الطيران الفدرالية على بوينغ.
لم يتم استدعاء أي شخص من شركة الطيران للإدلاء بشهادته هذا الأسبوع أمام المجلس الوطني لسلامة النقل. وقال جوجليا، عضو مجلس السلامة السابق، إن هذا يشير إلى أن الوكالة قد قررت "أن تغسل ألاسكا يدها من هذا الموضوع".
وقد اعترف مدير إدارة الطيران الفدرالية مايك وايتاكر بأن إشراف وكالته على الشركة "كان غير مباشر، وركز كثيراً على عمليات تدقيق الأوراق ولم يركز بما يكفي على عمليات التفتيش".
وأفاد أحد العاملين في مصنع بوينغ في رينتون بواشنطن للمحققين بأن عمال بوينغ في المصنع في رينتون بواشنطن "وُضعوا في مياه مجهولة للقيام بالأعمال القذرة للجميع، لأن لا أحد يريد أن يلمسها". وقال إن ثقافة السلامة في بوينغ "قمامة. لا أحد مسؤول".
وقال عضو آخر من طاقم بوينغ للأبواب إن العمال لم يتلقوا أي تدريب خاص على سدادات الأبواب ولم يكن ينبغي أن يُطلب منهم فتح الألواح أو إغلاقها.
من المتوقع أن يدلي الشهود بشهاداتهم حول إشراف إدارة الطيران الفدرالية على شركة بوينغ. وقد اعترف مدير إدارة الطيران الفدرالية مايك ويتاكر بأن إشراف وكالته على الشركة "كان غير متعاون للغاية - ركز كثيراً على تدقيق الأوراق ولم يركز بما يكفي على عمليات التفتيش". وقد قال إن هذا الأمر آخذ في التغير.
وأبلغ مكتب التحقيقات الفدرالي الركاب على متن رحلة الخطوط الجوية آلاسكا أنهم ربما يكونون ضحايا لجريمة. ودفعت وزارة العدل شركة بوينغ إلى الاعتراف بالذنب في تهمة التآمر لارتكاب الاحتيال بعدما وجدت أنها فشلت في الالتزام بتسوية سابقة تتعلق بالموافقة التنظيمية على ماكس.
أما شركة بوينغ التي لم تتعافَ مالياً بعد من حادثي تحطم طائرتين من طراز ماكس المميتين في عامي 2018 و2019، فقد خسرت أكثر من 25 مليار دولار منذ بداية عام 2019، وستعين الشركة ثالث رئيس تنفيذي لها خلال 4 سنوات ونصف سنة.