قديمًا كان المصريون يفضلون إنجاب الذكور، خصوصًا في مناطق الريف والصعيد، ومع تقدم الزمن اختفت هذه العادات بالتدريج، إلّا أنه يبدو أنها لم تختف تمامًا، حيث اضطرت فتاة إلى رفع قضية نفقة أقارب ضدّ والدها الذي رفض تجهيزها للزواج بعد أن تخلى عنها منذ ولادتها لأنها "فتاة".
تقول المحامية نهى الجندي للعربية نت، إنه مع ولادة موكلتها قبل 20 عامًا، تخلى عنها والدها رفضًا لإنجاب "البنات" حيث قال لوالدتها بعد الولادة "خلفة البنات عار".
ولم يستطع الأب الذي يعمل طبيبًا أن يتخلص من أفكاره، حيث ترك المنزل بعد عدّة شهور من ولادة الطفلة، وطلّق زوجته، ورفض الإنفاق على الطفلة، وطوال هذه السنوات قامت الأم بتولي مسؤولية تربية الفتاة بينما كان والدها هو من ينفق على حفيدته، بعد تخلي الأب عن مسؤولياته، وذلك دون اللجوء إلى المحاكم لإلزام الأب بالنفقة طوال هذه السنوات الطويلة، إلى أن وصلت ابنتها لمرحلة الزواج حيث واجهت حقيقة عدم قدرتها المالية على شراء تجهيزات الزواج.
وهنا اضطرت الأم للجوء إلى الأب الذي أصبح طبيبًا مشهورًا للعيون في القاهرة، لتولي مسؤولية تجهيز ابنته، إلّا أن ردّ الأب جاء صادمًا، حيث رفض للمرّة الثانية الإنفاق على جهاز زواج ابنته، وقال "لو كنتي ولد كنت جهزتك".
وقالت المحامية إنها رفعت دعوى نفقة أقارب ضدّ الأب، حيث حكمت محكمة الأسرة بمدينة نصر على الأب بدفع نفقة شهرية لابنته قدرها 3000 جنيه، إلّا أن دعوى أخرى لا تزال تنظر أمام المحكمة لإلزام الأب بدفع نفقات زواج ابنته.