رفض المرشد الإيراني، علي خامنئي، التراجع أمام "الحرب النفسية" في المجال العسكري لـ"الأعداء"، وذلك في إشارة ضمنية إلى إرسال الولايات المتحدة قوة "ردع" إلى المنطقة، بعدما حذّرت القوى الغربية من زيادة التصعيد في المنطقة بمهاجمة إسرائيل.
وقال خامنئي: "هدف العدو من الحرب النفسية في المجال العسكري هو إثارة الخوف والتراجع". وأضاف أن "التراجع غير التكتيكي في أي مجال، سواء كان عسكرياً أو سياسياً أو دعائياً أو اقتصادياً يجلب غضب الله".
وجاءت تعليقات خامنئي بعدما وصفت طهران، الثلاثاء، دعوات غربية لتنجب الرد الانتقامي على إسرائيل، بعد مقتل رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية، بـ"الوقحة"، و"الفاقدة للمنطق السياسي"، في وقت تسود فيه مخاوف من نشوب حرب إقليمية.
وتتوعد إيران برد قاسٍ على مقتل هنية الذي حدث في أثناء زيارته طهران أواخر الشهر الماضي واتهمت إسرائيل بالمسؤولية عنه. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفِ مسؤوليتها في حين نشرت البحرية الأميركية سفناً حربية وغواصة في الشرق الأوسط دعماً للدفاعات الإسرائيلية.
ونقل موقع "خامنئي" الرسمي قوله في لقاء مجموعة من المسؤولين الإيرانيين، إن "حيلة أعداء إيران في خلق حرب نفسية وبث الخوف لدفع الشعب الإيراني تهدف إلى التراجع في مختلف المجالات"، معرباً عن اعتقاده أن "معرفة قدرات الذات وتجنب تضخيم قدرات الأعداء هي السبيل لمواجهة هذه الحيلة".
ورأى خامنئي أن إيران "وقفت في وجه هذه الحرب وأفشلتها". وقال إن "أحد الأسس الرئيسية للحرب النفسية (...) يكمن في تضخيم قدرات الأعداء"، متهماً "الأعداء" بالسعي إلى إقناع الشعب الإيراني بمختلف الوسائل "للتخويف من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل".
وحذّر من أن "الشعور بالضعف والعزلة والاستسلام لمطالب العدو هو نتيجة تضخيم قدراته في المجال السياسي"، مضيفاً أن "الحكومات التي تستسلم لمطالب المستكبرين، إذا اعتمدت على شعوبها وقدراتها الحقيقية وابتعدت عن تضخيم قدرات العدو، يمكنها أن ترفض مطالبهم".
كما وجّه تحذيرات من تبني أسلوب "الأعداء" في المجال الثقافي، بما في ذلك "الشعور بالانفعال والانجذاب نحو ثقافة العدو والثقافة الذاتية، وتبني أسلوب حياة العدو، وحتى استخدام مصطلحاته وتعبيراته". وكان خامنئي يوجّه كلامه إلى محمد رضا عارف، نائب الرئيس الإيراني، وعباس صالحي، مرشح وزارة الثقافة.
وكان خامنئي يشير ضمناً إلى التعزيزات التي أرسلتها الولايات المتحدة، نتيجة تصاعد التهديدات الإيرانية بشن هجوم انتقامي على إسرائيل، انتقاماً لاغتيال رئيس حركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران.