سوريا

هويته أربكت الإعلام... من يقود قوات روسيا في سوريا؟

هويته أربكت الإعلام... من يقود قوات روسيا في سوريا؟

تخبّطت وسائل الإعلام السورية، الموالية منها والمعارضة، عند نقل خبر الوساطة الروسية بين "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) من جهة، والقوات الحكومية من جهة ثانية، لحلّ مسألة حصار المربعات الأمنية في الحسكة والقامشلي، في تحديد هوية قائد القوات الروسية الذي اضطلع بدور الوساطة. وقد ذهبت أغلبية وسائل الإعلام إلى القول إن أندريه سيرديكوف هو قائد القوات الروسية في سوريا، وهو من التقى الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لـ"قسد"، للتوسط بينه وبين الجيش السوري في المنطقة.

وذكر موقع "أثر برس" الموالي للحكومة السورية والممول من إيران، أن وفداً روسياً وصل الثلاثاء إلى مدينة الحسكة برئاسة قائد القوات الروسية العماد أندريه سيرديكوف، والتقى عبدي للبحث في التوتر الحاصل في المحافظة والحصار الذي تفرضه “قسد” على مركز المدينة لليوم التاسع على التوالي.

غير أن وكالة "نورث برس" المقرّبة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ذكرت أن من زار الحسكة والتقى عبدي هو الجنرال سيرغي كيسليف، واصفة إياه بأنه أرفع جنرال روسي في سوريا، ومؤكّدة أنه قائد القوات الروسية فيها. وقالت الوكالة في خبرها: "استقبل القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، الثلاثاء، قائد القوات الروسية في سوريا، الفريق سيرغي كيسيليف. وبحث القائدان ملفي دير الزور والتشديد الأمني في الحسكة والقامشلي".

طي الغموض

بدأ الغموض حول هوية قائد القوات الروسية في سوريا منذ أواخر العام الماضي، حين عرض العديد من وسائل الإعلام حفلاً وداعياً أقيم لقائد القوات الروسية العاملة في سوريا، ومركزها في قاعدة حميميم العسكرية، العماد أول أندريه سيرديكوف في 5 كانون الأول/ديسمبر، "وتضمن الحفل تقليد وسام العمليات الخاصة لاثنين من قادة القوات السهلية السورية - الروسية نابل العبدالله وسيمون الوكيل في مدينتي محردة والسقيلبية في محافظة حماة".

ونشر قائد "القوات السهلية السورية" نابل العبدالله صورًا من الاحتفال، مشيراً إلى أن قائداً آخر جرى تعيينه بدلاً من سيرديكوف، من دون ذكر اسمه.

ولم تنشر وزارة الدفاع الروسية على مواقعها الرسمية أي إعلان رسمي عن إعفاء سيرديكوف أو إحالته أو استقالته، أو تعيين قائد آخر للقوات الروسية في سوريا، الأمر الذي تسبّب في ارتباك إعلامي كبير حال دون تحديد الهوية الحقيقية لقائد القوات الروسية في سوريا.

من هو أندريه سيرديكوف؟

ولد سيرديوكوف في منطقة روستوف في 4 آذار/مارس 1962، وتخرّج من مدرسة القيادة العليا المحمولة جواً في ريازان في عام 1978، واستلم قيادتها لاحقاً، كما تولّى مناصب مختلفة.

في عام 1993، تخرّج من أكاديمية "فرونزي" العسكرية. وفي عام 2009، تخرّج من الأكاديمية العسكرية لـ"هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية".

تولّى قيادة الجيش المشترك في المنطقة العسكرية الشرقية لروسيا، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2013 عُيِّن في منصب رئيس أركان المنطقة العسكرية الجنوبية، إضافة إلى مشاركته في العملية الأمنية لعودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا في عام 2014، ومشاركته في الحرب التي شنّتها روسيا على الشيشان.

وفي عام 2019، انتقل إلى سوريا، ثم أُنهيت خدماته فيها، ليعود إليها لاحقاً في عام 2022 ويتسلّم قيادة "قاعدة حميميم". وقبل نقله إلى سوريا في عام 2022، كان قائد القوات المحمولة جواً في الحرب الروسية - الأوكرانية، وانتهت مهماته هناك في حزيران/يونيو من العام نفسه. كذلك انضمّ إلى "قوات حفظ السلام" لفضّ الاحتجاجات التي اندلعت في كازاخستان، إثر ارتفاع سعر الوقود خلال رأس السنة في عام 2022.

دوره في سوريا

شغل سيرديكوف أول منصب له في سوريا في عام 2018، عندما أُرسل لتسريع الاتفاقيات الروسية - التركية بشأن تنظيم دوريات مشتركة في مناطق خفض التصعيد (نزع السلاح)، التي تضمنتها اتفاقية سوتشي.

وتقول تقارير روسية إن سيرديكوف كان سيشغل منصب قائد القوات الروسية في سوريا، والذي شغله لاحقاً، في عام 2017، لكن ذلك لم يحصل وقتها بسبب إصابته الناجمة عن حادث مروري تعرّضت له سيارته في طريق عودته من تدريبات في منطقة مورمانسك، أصيب خلاله بكدمات في الرأس وبتلف في العمود الفقري، فاحتاج فترة للتعافي بعد إعادة تأهيل من دونها كان سيفقد القدرة على النطق. ووقع الاختيار على العقيد الجنرال ألكسندر جورافليف بدلاً منه. ثم عاد لاحقاً في عام 2022 ليتسلّم المنصب نفسه. وتقول مصادر أوكرانية إن السبب الرئيسي لنقله إلى سوريا هو فشله في العمليات العسكرية الجوية ضدّ الجيش الأوكراني.

وكان لسيرديكوف حضور في مناسبات عدة، منها تدشين نصبين تذكاريين لضابطين روسيين قتلا في سوريا، كما زار مرّتين كنيسة "آيا صوفيا" في مدينة السقيلبية في محافظة حماة السورية.

يقرأون الآن