دولي

قلق يسود حيفا الواقعة في مرمى نيران "حزب الله"

قلق يسود حيفا الواقعة في مرمى نيران

منذ بدء الحرب في غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يتبادل حزب الله إطلاق النار بشكل شِبه يومي مع إسرائيل، في إطار دعم الفلسطينيين في غزة.

تداعيات هذا القصف يطال طرفي الحدود ففي حيفا مثلا، خزانات الوقود الرئيسية تقع في مرمى نيران الحزب.

كما هي حال جميع سكان المدينة الإسرائيلية الساحلية التي تقع على بُعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود اللبنانية، لم يجرِ إبلاغ السكان بالمخاطر المرتبطة بالمنطقة الصناعية، ما يدفعهم إلى الخشية من حدوث الأسوأ.

يتبع شارع كريات هاييم حيث يسكن، لبلدية حيفا حيث يعيش إسرائيليون؛ عرب ويهود، لكن تفصله عن المدينة المنطقة الصناعية الكبرى في حيفا ومصفاتها، وأيضاً مستودع تخزين النفط الضخم فيها.

تقول هيلا لوفر، المستشارة السابقة للشؤون البيئية في بلدية حيفا، إنّ "السكان لا يعرفون فعلاً عدد الخزانات الممتلئة، وتلك الفارغة". وتعرب عن أسفها لنقص المعلومات، بينما تعيش هي أيضاً على مسافة ليست بعيدة عن هذه الخزانات.

من جهتها، تؤكد السلطات أنّه جرى تأمين الموقع من خلال إفراغ عدد من الخزانات، دون إضافة مزيد من التفاصيل.

أما الناشطون، الذين قادوا حملات لإبعاد المنطقة الصناعية من الأحياء السكنية، فقد فشلوا في تحقيق ذلك.

وتقول لوفر: "منذ سنوات، كنّا نحذر بشأن الوضع، ماذا سيحدث عندما يأتي اليوم الذي نتعرض فيه لهجوم من الشمال، من إيران، من كل مكان؟".

ويؤكد الجيش الإسرائيلي، أنّه أمَر "كإجراء احترازي بمراقبة وفحص وتقييد نقل المواد في عدّة مصانع بالشمال"، لكن دون "وقف كامل للنشاط".

ويضيف أنّ قيادة الجبهة الداخلية، المسؤولة عن حماية المدنيين، "تبقى على اتصال دائم" بجميع المنشآت، خصوصاً عبر إجراء "مراجعات يومية" للحفاظ على "صورة كاملة عن مخزون المواد الخطِرة".

"قنبلة ضخمة"

لم تردَّ شركة "تاشان" العامة، المسؤولة عن موقع تخزين الوقود، على سؤال بهذا الشأن.

غير أنّ مجموعة "باسان"؛ وهي شركة خاصة تدير المصفاة الأقرب إلى وسط المدينة، أكدت تطبيق توجيهات الجيش، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

من جهته، ندَّد موقع "ميكوميت (Mekomit)" المستقل، بثقافة "القمع والإخفاء" المنتشرة في المنطقة الصناعية. كما شبّه ما يمكن أن يحدث بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، في عام 2020، والذي خلّف 220 قتيلاً و6500 جريح، على الأقل، وأدى إلى تدمير أجزاء كاملة من العاصمة اللبنانية.

لا يزال رجا زعتري، وهو مستشار لدى بلدية حيفا، يتذكر المعركة التي خاضتها المدينة مع الشركات الخاصة والعامة، خصوصاً من أجل نقل مخزون الأمونيا إلى صحراء النقب جنوباً.

وفي النهاية، يشير إلى أن "بلدية حيفا طالبت وأجبرت هذه الشركات على خفض الكميات، خصوصاً في المناطق القريبة من الأحياء السكنية".

حتى إنه، وهو الذي كان يعمل في هذا المجال، يقر بأنّه لم يعرف "بالضبط المواد الموجودة هناك".

ويقول: "نحن نعلم أنّها مواد خطِرة وأنّها ملوِّثة، وأنّها في حال وقوع حرب، يمكن أن تصبح قنبلة ضخمة".

وفي هذا الإطار، تحذّر لوفر من أنّه بعد ذلك سيُضاف خطر وقوع كارثة بيئية. وسواء وقعت حرب أم لا، سيبقى دوفي سوني في حيفا حيث لا يندم إلّا على شيء واحد هو إلغاء النشاطات الثقافية. ويقول متأسّفاً: "لا توجد موسيقى" في الأوقات العصيبة.

يقرأون الآن