منذ بداية الحرب في غزة، بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس على اسرائيل وأسمته "طوفان الأقصى"، طُرحت علامات استفهام كبيرة حول مفهوم وحدة الساحات وطريقة تفعيلها، خصوصا بعد الهجمة العنيفة التي تشنها اسرائيل ضد حركة حماس في غزة.
عضو المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية موسى أبو مرزوق قال في تصريح سابق: "كنا ننتظر كثيراً من حزب الله ومن إخواننا في الضفة، لكننا دهشنا من الموقف المخزي لإخواننا في السلطة".
وحين سُئل عن توقعات حماس من حزب الله قال: "نحن نعتمد على أنفسنا، وندعو كل الأصدقاء ليشاركونا في هذه المواجهة، ولكننا لا نستطيع أن نقف قضاةً ونحن في حرب أمام عدو شرس جبار ومتغطرس وإرهابي بكل معنى الكلمة ثم نحكم على الآخرين".
وأضاف: "نحن نريد تقريب البعيد والتصاق القريب، ولسنا معنيين بطرح أي سلبيات في هذه المعركة، ومجبرون على أن نكون مع الجميع في منتهى اللطف في الحديث، وبعيداً عن كل عبارات النقد، نحن نريد أن يشاركنا الجميع في معركة الشرف بالقدر الذي يقدّرونه وليس بالقدر الذي نأمله".
وتابع: "بالتأكيد الناس كانوا يتوقعون كثيراً من حلفائنا في هذه المعركة ومن أهلنا في الضفة الغربية، ونحن حين نطلب مساعدة من هذا أو ذاك يقال لنا: أين إخوانكم في السلطة والضفة؟".
وأردف: "وأنا أقول: نحن لدينا 60 ألف بندقية في الضفة الغربية بيد أجهزة أمن السلطة، لماذا تبقى مشرعة في صدر المتظاهرين والمقاومين ولا تتجه نحو الأعداء الطبيعيين الذين يستهدفوننا ويستهدفونهم؟ لماذا لا يتحرك إخواننا في الأجهزة الأمنية؟".
وقال أبو مرزوق أيضاً: "كثير ممن أتواصل معهم من جهات أجنبية للمساعدة يقولون إنهم يتكلمون مع جهات عربية، وبينهم من السلطة الفلسطينية يشجعون على إخراج حماس من المشهد، ولكن لا يستطيعون الحديث عن هذا أمام الجمهور لأنه يرفضه".
بعد موسى ابو مرزوق جاءت رسالة "سرايا القدس" وهي الجناح العسكري لحركة الجهاد الفلسطينية، إلى حزب الله اللبناني، دعته فيها إلى التحرك لـ"إزالة إسرائيل من الوجود".
ورأت "سرايا القدس" في رسالتها، أن إسرائيل غارقة في وحل غزة فكيف لها أن تواجه وتقاتل الحزب في لبنان.
كما رأت أن "الوقت حان لأن يتحرك محور المقاومة والعمل لزوال إسرائيل من الوجود".
كذلك اعتبرت أن إسرائيل أخطأت في تقديراتها وحساباتها، قائلة: "نحن متيقنون من أنكم ستؤدون مهمتكم بكل جدارة".
يأتي هذا بينما يتبادل حزب الله، المدعوم من إيران، إطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب في قطاع غزّة يوم 7 أكتوبر، إسناداً لغزة ودعماً لحماس، بحسب تأكيده.
لكن منسوب التوتّر ارتفع في الفترة الأخيرة بعد مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبيّة لبيروت قبل أسابيع.
كما تلا اغتيال شكر، مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة بطهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل.
ما دفع كلا من حزب الله وإيران إلى التوعد برد حتمي.
توحيد ساحات المواجهة
يشار إلى أنه وفي السنوات الأخيرة راجت مصطلحات جديدة تتعلق بالصراع مع إسرائيل وتدعو إلى توحيد ساحات المواجهة، أو الجبهات، فضلا عن إنشاء "محور المقاومة" الذي يضم قوى في لبنان وفلسطين، فضلا عن العراق وسوريا واليمن.
فيما يقصد بـ "وحدة الساحات" التي طفت إلى السطح ثانية منذ تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، عملياً تحريك عدة جبهات في الوقت نفسه ضد إسرائيل وأميركا حليفتها الأبرز، حتى لو بدأت المعركةَ إحدى الحركات الموالية لإيران لأسباب معينة.
وهذه الساحات تشمل قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والجولان السوري والعراق واليمن، وأحياناً يشارك فيها عرب إسرائيل.
يبدو ان الساحات ليست مع وحدتها، خصوصا وان ردفصائل المقاومة في المنطقة لا يزال خجولا جدا، الا اذا كانت هذه هي قوة هذه الفصائل؟.