تعالت صرخات الفتيات الصغيرات خلال تدافعهن جنوبي غزة، في محاولة يائسة لبلوغ مقدمة الصف سعيًا للحصول على الطعام، وكان الرجال يقومون بتوزيع الأرز والدجاج في وقت قياسي، لتسقط أطباق الطعام على الأرض خلال التدافع.

بالقرب منهم، انتظر الأولاد لملء حاويات بلاستيكية بالماء، ووقفوا لساعات بين الخيام المتلاصقة.

كان الجوع واليأس واضحين، في مخيم الخيام على طول شاطئ دير البلح، بعد شهر من أوامر الإخلاء المتتالية التي دفعت آلاف الفلسطينيين إلى المنطقة، التي يطلق عليها الجيش الإسرائيلي "منطقة إنسانية".

كانت المنطقة مكتظة منذ فترة طويلة بالفلسطينيين الذين يبحثون عن ملاذ من القصف، لكن الوضع يزداد سوءًا يوما تلو الآخر، مع وصول موجات النازحين وندرة الغذاء والماء.

وخلال الشهر الماضي، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لجنوب غزة بوتيرة غير مسبوقة.

وفقًا للأمم المتحدة، يقع ما لا يقل عن 84 في المئة من غزة ضمن منطقة الإخلاء، وبحسب التقديرات فقد نزح 90 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة خلال مسار الحرب.

صدر 13 أمرًا بالإخلاء منذ 22 تموز/يوليو، مما أدى إلى تقلص كبير في حجم المنطقة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل في بداية الحرب، لتدفع المزيد من الفلسطينيين إليها أكثر من أي وقت مضى.

يقرأون الآن