العراق

كيف ولماذا أوقفت الفصائل العراقية عملياتها ضد الأميركيين؟

كيف ولماذا أوقفت الفصائل العراقية عملياتها ضد الأميركيين؟

كشف المستشار العسكري اللواء المتقاعد، صفاء الأعسم سبب ‏إيقاف الفصائل العراقية عملياتها ضد الاميركيين منذ أشهر ‏طويلة.‏

وقال الأعسم، لـ"بغداد اليوم"، إنه "بكل تأكيد السياسة تدخلت ‏بالعمليات العسكرية للفصائل المسلحة العراقية ضد المصالح ‏والاهداف الاميركية، خاصة بعد عقد جولات حوار عديدة بين ‏بغداد وواشنطن لحسم تواجد قوات التحالف الدولي"، مشيرا ‏إلى أنه "من المؤكد أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ‏لعب دورا مهما في هذه التهدئة".‏

وبيّن، أن "عدم وجود استقرار أمني في العراق وضربات ‏الفصائل ضد المصالح والاهداف الاميركية، ستكون مبررات ‏تسمح لواشنطن بإطالة فترة بقاء قواتها في العراق، ولهذا ‏كانت هناك تهدئة، إضافة الى أن بعض الفصائل المسلحة، ‏تعمل وتدعم الحكومة الحالية، وهذه الفصائل ملتزمة بقرارات ‏وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة".‏

وأضاف الأعسم، أن "الفصائل المسلحة العراقية المرتبطة ‏بإيران بشكل مباشر، والتي ليس لها تمثيل أو وجود ضمن ‏الحكومة العراقية الحالية، عمل السوداني على منعها من أي ‏تصعيد، بهدف إكمال مفاوضات إنهاء وجود التحالف الدولي، ‏وقد نجح بهذا الامر لغاية الان".‏

وختم المستشار العسكري قوله: "فيما يخص وجود تصعيد ‏مرتقب ضد الاميركيين خلال المرحلة المقبلة، فهذا بيد ‏الفصائل المسلحة فهي لها حرية الاختيار والتصرف، خاصة ‏أن هناك موقفا موحدا لتلك الفصائل بعملياتها داخل العراق ‏والمنطقة بصورة عامة، والتصعيد ربما يكون مرتبطا بالدرجة ‏الأساس بالتطورات الأمنية بعموم المنطقة وخاصة في جبهة ‏غزة".‏

ومنذ شباط الماضي 2024، توقفت عمليات الفصائل المسلحة ‏ضد القوات الأميركية، ضمن هدنة أعلنتها بعض الفصائل، ‏لكن تلك الهدنة التي انتهت قبل أكثر من أسبوعين، جرى ‏تمديدها بضغط من الحكومتين العراقية والإيرانية بحسب ‏مصادر عدة، خشية من تداعياتها على علاقات بغداد ‏وواشنطن، ولخوف طهران من استهداف قادة ميدانيين، فيما ‏توعدت تلك الفصائل بعودة عملياتها ضد القوات الأميركية ‏ومصالحها في حال فشلت الحكومتان العراقية والأميركية ‏بإعلان جدول انسحاب للقوات الأميركية.‏

إيقاف العمليات يعود إلى اجتماع أجراه قائد فيلق القدس ‏الإيراني إسماعيل قاآني، مع فصائل عراقية بمطار بغداد، ‏انتهى بإيقاف تلك الهجمات، وذلك عقب مقتل ثلاثة جنود ‏أميركيين بهجوم في الأردن نهاية كانون الثاني 2024، وفق ‏ما ذكر تقرير.‏

اجتماع قاآني الذي جرى في 29 من الشهر نفسه، أي بعد يوم ‏واحد من مقتل الجنود الأميركيين، أعقبته هجمات أميركية قتل ‏خلالها 16 عنصرا من الفصائل العراقية، واثنان من قادة ‏‏"كتائب حزب الله"، هما أبو باقر الساعدي وأركان العلياوي، ‏في بغداد.‏

وشنّت فصائل عراقية مسلحة، هجمات متتابعة على قواعد ‏أميركية في العراق وسوريا، بدأت أواخر تشرين الأول ‏‏2023، على خلفية حرب تشنها اسرائيل على غزة.‏

يقرأون الآن