بعد اغتياله في منطقة جنزور غرب العاصمة الليبية طرابلس يوم الأحد الماضي عبر استهداف سيارته بوابل من الرصاص، تمكنت السلطات الليبية من تحديد هوية مشتبهين اثنين في واقعة اغتيال آمر الكلية البحرية عبد الرحمن ميلاد الملقب بـ (البيدجا).
فقد أعلن مكتب النائب العام في بيان على فيسبوك، مساء أمس الثلاثاء، أنه حدد هوية مشتبهين اثنين في اغتيال البيدجا وأمر وزارة الداخلية بالقبض عليهما.
كما أوضح أن التحقيقات أفضت إلى التعرف على المركبة التي استُعملت لتسهيل قدوم الفاعلين إلى مكان واقعة القتل ومغادرته، عند الطريق الرابط بين طرابلس وبين مدينة الزاوية.
إلى ذلك، كشف أنه تم العثور على السلاح المشتبه بأن الفاعليْن استعملاه في تنفيذ الجريمة.
وكان مسلحون اغتالوا البيدجا، الذي يعرف أيضاً بإمبراطور تهريب البشر في منطقة جنزور غرب العاصمة الليبية بعد أن أمطروا سيارته بوابل من الرصاص.
فيما أثار هذا الاغتيال توّتراً أمنياً في مدينة الزاوية. إذ خرجت تحشيدات عسكرية في الزاوية.
كما أعلنت عدة ميليشيات مسلحة حالة النفير وتحركت نحو العاصمة، وتمّ إغلاق الطريق الساحلي، وسط مطالب بفتح تحقيق والكشف عن المتورطين في هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة.
يذكر أن "البيدجا" الذي كان ضابطاً في خفر السواحل الليبي قبل ترقيته إلى رتبة آمر البحرية، أضحى من أبرز وأخطر المهربين في ليبيا خاصةً في مدينة الزاوية. إذ اكتسب شهرة واسعة عابرة للحدود الليبية، بعد ارتكابه العديد من الانتهاكات بحق المهاجرين وتورطه في إغراق مراكبهم في عرض البحر، فضلاً عن قيامه بعمليات تهريب النفط.
كما كان يتزعم ميليشيا مسلّحة تنشط في منطقة الزاوية، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.
وكان اعتقل من قبل حكومة الوفاق في 2020 لضلوعه في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والوقود، لكنه أطلق لاحقا في 2021، بعدما أشعل توقيفه توترات أمنية في طرابلس ومدينة الزاوية.
في حين أشعلت تلك الخطوة حينها انتقادات واسعة وشكوكاً حول مصداقية القضاء وصرامته في مواجهة الجريمة المنظمة.