دولي

طيارون أفغان يحلمون بالإجلاء: نعيش سجناء

طيارون أفغان يحلمون بالإجلاء: نعيش سجناء

الصورة من رويترز

لا يزال عدد من الطيارين الأفغان الموجودين في أفغانستان وطاجيكستان يأملون بإجلائهم، وإنقاذهم بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها.

وكانت الولايات المتحدة نفذت عملية إجلاء ضخمة من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على كابل منتصف أغسطس الماضي، إلا أن بعض الطيارين وأفراد عائلاتهم لم يتمكنوا من الخروج من البلاد.

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن آلاف الطيارين الأفغان الذين كانوا يعملون بجانب القوات الأميركية يشعرون بحالة من اليأس ويقولون إنهم وعائلاتهم معرضون لخطر الانتقام من قبل طالبان.

وتحدث عدد من الطيارين الأفغان للصحيفة الأميركية – دون أن يكشفوا عن هوياتهم لأسباب أمنية – وذكروا أنهم تلقوا المساعدة فقط من المستشارين العسكريين السابقين الذين عملوا معهم في البلاد.

وقال نقيب في القوات الجوية الأفغانية كان يقود طائرات من نوع "سي–208" عبر الهاتف من منزل آمن في كابل: "وقفت كتفا بكتف مع حلفائي الأميركيين لمدة خمس سنوات. لكنهم الآن نسونا".

من جهته، قال طيار يحمل رتبة رائد خدم في سلاح الجو الأفغاني لمدة ثماني سنوات، إن طالبان استوقفت أقاربه وطلبوا منهم معلومات عن مكان وجوده.

وقال الرائد الذي ظل متنقلا مع زوجته وأطفاله الأربعة من منزل لآخر خشية من وصول طالبان له، مشيرا إلى أن مقاتلي الحركة فتشوا منزله واستجوبوا والدته.

وأشار إلى أنه لم يتمكن من التواصل مع أي شخص في الحكومة أو الجيش الأميركي، بخلاف مستشاره السابق.

في المقابل، قالت طالبان في وقت سابق إنها أصدرت عفوا عاما عن أي أفغاني عمل في الحكومة السابقة أو يعمل مع القوات الأميركية خلال العشرين عاما الماضية. لكن عديد من الطيارين الأفغان قتلوا بالفعل على أيدي مقاتلي طالبان هذا العام، وفقا لـ "نيويورك تايمز".

"نعيش كسجناء"

من جهة أخرى، قال الجنرال ديفيد هيكس وهو ضابط متقاعد شكل مجموعة من المتطوعين للمساعدة في إجلاء الطيارين الأفغان، "أنفقت الولايات المتحدة الملايين على هؤلاء الأفراد المتعلمين تعليما عاليا. نعتقد أنهم يستحقون الأولوية".

وقال هيكس إن مجموعته ساعدت بإجلاء 350 أفغانيا، مؤكدا أنهم دققوا في معلومات نحو 2000 من أفراد القوات الجوية الأفغانية وأقاربهم الذين يحاولون مغادرة أفغانستان.

وأشار إلى أن هناك ما يصل لـ 8 آلاف آخرين تخضع أوراقهم للتدقيق.

في سبتمبر، ساعدت الحكومة الأميركية بإجلاء مجموعة طيارين أفغان من أوزبكستان بعد احتجازهم من قبل السلطات الأوزبكية.

ولا تزال مجموعة أخرى مكونة من 143 طيارا تابعين للقوات الجوية الأفغانية محتجزين في طاجيكستان. قالوا إنهم يزدادون يأسا، على الرغم من أن مسؤولي السفارة الأميركية في العاصمة الطاجيكية دوشنبه تواصلوا معهم لتسجيل بياناتهم حتى يتم إجلاؤهم.

وتحدث الطيارون الأفغان في طاجيكستان مع "نيويورك تايمز" عبر واتساب من هاتف ذكي مهرب داخل المنشأة التي تحتجزهم فيها السلطات في طاجيكستان. ذكروا أن هواتفهم تعرضت للمصادرة وأنهم يعيشون على وجبات غذائية ضئيلة ولا يتلقون إلا الرعاية الطبية الأساسية.

وأشار الطيارون إلى أن كثير منهم لم يتواصلوا مع عائلاتهم في أفغانستان ولا يعرفون إذا ما كانوا لا يزالون على قيد الحياة.

قال طيار يحمل رتبة رائد سبق له أن قاد العديد من المهام القتالية: "نشعر بأننا مهجورون، لكن لا يزال لدينا أمل في أن تساعدنا الولايات المتحدة".

وتتواجد طيارة أفغانية حامل ضمن مجموعة الـ 143 طيارا في دوشنبه، وقالت إنها بحاجة إلى رعاية طبية قبل الولادة.

وأضافت: "نحن نعيش كسجناء. لقد سئمنا نحن نشعر بالضعف"، وقالت إنها تأمل من الحكومة الأميركية سرعة إجلاؤهم من طاجيكستان.

ولم ترد سفارة طاجيكستان في واشنطن على الفور على طلبات الصحيفة الأميركية للتعليق.

من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الأحد، "نحن على اتصال منتظم مع حكومة طاجيكستان، وجزء من هذه الاتصالات يشمل التنسيق لنقل طياري القوات الجوية الأفغانية".

وتابع: "الولايات المتحدة تحققت من هويات ما يقرب من 150 أفغانيا بعد أن تمكنت من الوصول إلى المجموعة الأخيرة منتصف أكتوبر". ولم يقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية أي جدول زمني لنقل الطيارين الأفغان من طاجيكستان.

الحرة

يقرأون الآن