دولي

واشنطن نحو استراتيجية جديدة في غزة.. ما مصير الاتفاق؟

واشنطن نحو استراتيجية جديدة في غزة.. ما مصير الاتفاق؟

يعيد البيت الأبيض تقييم استراتيجيته بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، فيما اعتبر مسؤولون إسرائيليون أن فرص التوصل إلى اتفاق على أساس الاقتراح الذي قدمته حكومة بنيامين نتنياهو في مايو الماضي، أصبح شبه معدوم، ما يضع المفاوضات أمام مصير مجهول.

وقال مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس"، إن البيت الأبيض يعيد تقييم استراتيجيته، بينما يبحث كبار مساعدي الرئيس جو بايدن في ما إذا كان هناك جدوى من تقديم اقتراح جديد، بينما يتخذ الطرفان، إسرائيل و"حماس"، "مواقف أكثر صرامة في المفاوضات".

ويريد بايدن، الذي يشارك شخصياً في رسم الاستراتيجية الأميركية في المفاوضات، الاستمرار في الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، لكن مستشاريه يعتقدون أن الاقتراح الجديد لن يؤدي إلى أي شيء في الوقت الحالي.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز في الأيام الأخيرة، إن الولايات المتحدة قد تقدم اقتراحاً جديداً ومحدثاً في الأيام المقبلة، لكن مسؤولين أميركيين آخرين كشفوا لـ"أكسيوس"، أن مثل هذه الخطوة "ليست وشيكة".

تشاؤم شديد في البيت الأبيض

وقال أحد المسؤولين الأميركيين: "إنها فترة صعبة، الناس في البيت الأبيض حزينون ومنزعجون ومحبطون، ما زلنا نعمل، لكننا لن نقدم أي شيء في الوقت القريب، موقفنا صعب حالياً".

وأشار مسؤولون أميركيون لـ"أكسيوس"، إلى أنه خلال الأسبوع الماضي كان كبار مستشاري بايدن يراجعون موقف المفاوضات، وأصبحوا متشككين للغاية بشأن فرص التوصل إلى اتفاق في الأمد القريب.

وقالوا إنه "بعد العثور على جثامين الإسرائيليين الستة في غزة، من بينهم الأميركي هيرش جولبرج بولين، والمطلب الجديد الذي طرحته الحركة بالإفراج عن 100 سجين فلسطيني آخر يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل إسرائيليين، تسبب في حالة من التشاؤم الشديد في البيت الأبيض".

وأثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضاً إحباط البيت الأبيض، بعدما شدّد مطلبه بالحفاظ على السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة في ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة.

وعندما سُئل بايدن الأسبوع الماضي عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو يبذل ما يكفي من الجهد للتوصل إلى اتفاق، قال "لا".

ولا تزال إدارة بايدن تعمل مع قطر ومصر على اقتراح أكثر تفصيلاً للتوصل إلى اتفاق، لكنها لم تتوصل إلى صيغة يمكنها سد الفجوات الحالية.

بدورها، أفادت "القناة 12" الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر بالمؤسسة الأمنية في تل أبيب، بأن احتمالات التوصل إلى "اتفاق مرحلي" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين، على أساس المقترح الذي قدمته إسرائيل في مايو الماضي، باتت "قريبة من الصفر".

وأشارت القناة في تقرير بثته الأحد، إلى وجود "تشاؤم واسع النطاق" بين المفاوضين الإسرائيليين، قائلة إن الولايات المتحدة، التي كانت قد أعلنت أنها تخطط لطرح "اقتراح جسر" جديد في غضون اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة، بات يُنظر إليها الآن على أنها من غير المرجح أن تفعل ذلك، وفق ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

ولفت التقرير إلى ما وصفه بـ"الإحباط الكبير بين المفاوضين الإسرائيليين"، الذين كانوا يعتقدون أنه من الممكن، على الأقل، التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والوسطاء، قد يتم نقله بعد ذلك إلى حركة "حماس".

واعتبر المفاوضون أن المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو، الاثنين الماضي، والذي أصر فيه بشكل متكرر على إبقاء سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا "قضى على فرص التوصل لاتفاق".

وتضررت احتمالات إحراز تقدم في المفاوضات بشكل أكبر بعدما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في مقابلة أجريت معه، السبت، إن الانسحاب من محور فيلادلفيا ليس "خطه الأحمر" الوحيد، وأنه يعارض أيضاً انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون فترات عقوبة بتهمة القتل.

ويقول التقرير إن الموقف الذي طرحه سموتريتش، رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، الذي يشكل عنصراً حاسماً في ائتلاف نتنياهو، أدى إلى القضاء على اقتراح مايو الإسرائيلي.

ونقلت "القناة 12" عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله: "يبدو أن الاقتراح الحالي لن يتحقق الآن، فلا يوجد أي فرصة للتوصل لاتفاق مرحلي".

وقالت مصادر "القناة 12" في المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، إن الوضع الحالي "مصيري" أيضاً في الشمال، وذلك لأن عدم التوصل لاتفاق قد يعني أيضاً تصعيداً في الهجمات مع "حزب الله" اللبناني، الذي تقدر التقارير أنه قد يوافق على وقف هجماته إذا تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس".

وجاء في تقرير القناة أنه تم إخبار عائلات المحتجزين، الذين يحملون الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن باتت أقل تفاؤلاً مما كانت عليه قبل أسبوع، عندما قيل لهم إنها تعمل بجد وسرعة لطرح مقترح جديد.

ووفقاً للتقرير، فإن هذه الجهود ما زالت مستمرة، لكن الوسطاء الأميركيين لا يريدون تقديم اقتراح جديد ما لم يروا علامات على أي تقدم محتمل، ولذا فإنهم في الوقت الحالي يحثون الوسطاء الآخرين في قطر ومصر على معرفة "ما هي حدود حماس".

يقرأون الآن