العراق

تحويل أموال لإيران... شبهات تحوم حول مصارف عراقية

تحويل أموال لإيران... شبهات تحوم حول مصارف عراقية

لا تزال الولايات المتحدة مستمرة في سعيها لمنع إيران من الاستفادة من عمليات تهريب أو تحويل الأموال من أجل ضخ الحياة في اقتصادها.

وقد عمدت خلال السنوات الماضية إلى التركيز على الجار العراقي.

فقد اشتبه بعض المسؤولين الأميركيين قبل أشهر عدة بأن مصارف "علي غلام" الذي كان يلقب لعقود بـ"ملك الدولار في العراق" حولت عشرات المليارات من الدولارات إلى خارج البلاد، مقابل قطع غيار سيارات وأثاث وغير ذلك من الواردات.

ورأوا أن بنوكه الثلاثة في بغداد كانت من بين أكثر من عشرين بنكًا عراقيًا متورطًا في تحويل الدولارات إلى إيران وحلفائها من الميليشيات، عبر استخدام شركات واجهة وفواتير مزورة للالتفاف على العقوبات التي تمنع إيران من النظام المالي العالمي، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

فقد كشفت عمليات التدقيق التي تمت في بنوك غلام والتي اكتملت في أيار/مايو الماضي، تفاصيل غير عادية لمعاملات الدولار الخارجية التي قال المدققون إنها أثارت مخاوف من حصول عمليات غسيل أموال، وهو ما نفاه رجل الأعمال العراقي الذي يعيش في لندن جملة وتفصيلا.

لكن بحسب مسؤولين أميركيين، فإن ما يصل إلى 80% من التحويلات المصرفية بالدولار والتي تجاوزت 250 مليون دولار أميركي والتي مرت عبر البنوك العراقية في بعض الأيام كانت غير قابلة للتتبع، لافتين إلى أن جزءاً من هذا المبلغ ذهب سراً إلى الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المناهضة للولايات المتحدة.

وفي السياق، أوضح وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برايان نيلسون، أن بلاده اتخذت إجراءات لمنع البنوك العراقية المشتبه بها من استخدام نظام بنك الاحتياطي الفيدرالي لتحويل الدولارات.

كما أضاف: "كان من المهم لوزارة الخزانة ضمان عدم تحويل هذه الأموال لدعم النظام الإيراني"، إلا أن نيلسون، الذي ترك وزارة الخزانة في آب/أغسطس الماضي، رفض مناقشة محادثاته مع المسؤولين العراقيين في هذا الشأن.

يشار إلى أن حملة التدقيق الأميركية في ما يتعلق بالمصارف العراقية بدأت في أواخر عام 2022 بعد أكثر من عقد من التقاعس الأميركي، حتى بعد تحذيرات المفتش العام للبنتاغون منذ عام 2012 من الاحتيال المحتمل الذي يصل إلى 800 مليون دولار أسبوعيا.

وأكد مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن واشنطن فرضت على مر السنين قيودًا مؤقتة على التدفقات النقدية إلى العراق، لكنها كانت تخشى أن تؤدي تلك الضوابط الصارمة أو الدائمة إلى إغراق العراق في الفوضى الاقتصادية وعرقلة معركته ضد تنظيم داعش.

ويعتبر الوصول إلى الدولارات بالنسبة لإيران التي فرضت عليها عقوبات أميركية عديدة بسبب نشاطها النووي غير المشروع ودعمها للميليشيات، أمرا بالغ الأهمية من أجل شراء الأسلحة وأجزاء الطائرات بدون طيار والصواريخ، وتمويل الفصائل المسلحة التي تدعمها في أنحاء الشرق الأوسط، حسب ما أوضح مسؤولون أميركيون.

وكانت واشنطن وافقت على الاحتفاظ بأرباح العراق من مبيعات النفط ــ عشرات المليارات سنويا ــ في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بعد غزو البلاد عام 2003.

لكن لتوزيع العائدات مرة أخرى، بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في شحن الدولارات نقدا إلى بغداد ومعالجة التحويلات المصرفية التجارية من البنوك الخاصة العراقية للتجارة الدولية، على أمل إحياء اقتصاد البلاد المحطم بعد سنوات من الحرب والعقوبات.

غير أن هذا النظام المؤقت كان يفتقر إلى أمر أساسي ألا وهو الطلب من البنوك الكشف عن هوية الجهة التي ستحصل على الأموال، لاسيما أن المصارف التي تسعى إلى تحويل الأموال دوليًا تستخدم في العادة نظام مراسلة آمنًا، يُعرف باسم "سويفت".

يقرأون الآن