تحت عنوان "الفوضى أو المشاركة بالحكومة… رسالة الميليشيات في العراق"، نشر موقع العربية خبرًا، اشار فيه إلى أن تداعيات محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي فجر الأحد الماضي لا تزال تلقي بظلالها على الساحة السياسية في البلاد، لا سيما مسألة تشكيل الحكومة المقبلة.
إذ تتمسك الميليشيات المدعومة من إيران بمحاولة فرض توجهاتها على المشهد السياسي، ملوحة بالفوضى على الرغم من زيارة قائد فليق القدس، اسماعيل قاآني، الذي حثها بحسب معلومات العربية/الحدث أمس على التهدئة.
فيما اعتبر عدد من المراقبين أن استهداف منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء وسط بغداد سلط الضوء على كيفية تشكيل الميليشيات تهديدًا للمؤسسات الرسمية العراقية.
وفي السياق، قال حمدي مالك، الخبير في شؤون الميليشيات بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لصحيفة "وول ستريت جورنال": "لقد بعثت الميليشيات المدعومة من إيران برسالة واضحة للغاية مفادها أنها مستعدة لإحداث الفوضى إذا لم يُسمح لها بالمشاركة في تشكيل الحكومة".
فيما رأى إحسان الشمري، رئيس المركز العراقي للفكر السياسي من بغداد "أن قاآني يبدو وكأنه فقد السيطرة على بعض تلك الجماعات والفصائل التي تدور في فلك إيران".
نتائج عكسية؟!
أما لهيب هيجل، كبير المحللين في مركز "مجموعة الأزمات الدولية" فاعتبر أن المسيرات التي أطلقتها الميليشيات "الولائية" (الموالية لطهران) مستهدفة الكاظمي أضرتها أكثر مما نفعتها.
كذلك رأى عدد من المراقبين للوضع العراقي في واشنطن أن تلك المحاولة قد تأتي بنتائج عكسية، وتعطي زخما جديدا للكاظمي، ولربما توصله لولاية حكومية ثانية أيضا.
اجتماعات الإطار التنسيقي
إلا أن ما تمخض عنه اجتماع "الإطار التنسيقي" الذي جرى أمس بحضور رئيسي الجمهورية العراقية والوزراء ورئيس مجلس القضاء الأعلى وعدد من القيادات السياسية في البلاد، قد يشي بتعقيدات مقبلة.
فخلاله تم الاتفاق على البحث عن معالجات قانونية لأزمة "نتائج الانتخابات"، ما قد يفهم منه تراجعا عما أعلنته الحكومة سابقا لجهة أن الانتخابات كانت نزيهة ونتائجها ثابتة، أو ربما تسوية ما.
كما اتفق خلاله بطبيعة الحال على إدانة استهداف منزل الكاظمي وإكمال التحقيق فيه.
يذكر أن مسؤولين أمنيين عراقيين ومصادر مقربة من الجماعات المسلحة كانت أفادت سابقا لوكالة رويترز أن استهداف الكاظمي أتى من قبل جماعة مسلحة تدعمها طهران قد تكون عصائب أهل الحق أو كتائب حزب الله.
وكان هذان الفصيلان هددا سابقا بمحاسبة المتورطين بالتصدي للمتظاهرين من أنصارهم المعتصمين منذ أسبوعين في محيط المنطقة الخضراء احتجاجا على نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من الشهر الماضي (أكتوبر 2021)، وأظهرت تراجع الأحزاب والجماعات السياسية الممثلة لتلك الفصائل المسلحة لا سيما تحالف الفتح الذي خسر عشرات المقاعد النيابية.
ويوم الجمعة والسبت الماضيين اندلعت اشتباكات بين القوى الأمنية وهؤلاء المتظاهرين ما أدى إلى مقتل شخص، ودفع بزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي إلى اتهام رئيس الحكومة مباشرة بالتورط، فيما وصفه متحدث باسم حزب الله بـ "رئيس الوزراء السابق".
أتت تلك التطورات فيما يخشى كثير من العراقيين أن يتحول التوتر بين الفصائل الشيعية الرئيسية، التي تهيمن على عدد من المؤسسات وتتباهى أيضا بأذرعها المسلحة، إلى صراع أهلي واسع إذا وقعت مزيد من هذه الحوادث.
العربية