في سياق ديبلوماسي على صلة بالواقع الميداني في الجنوب، أفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين أن التحضيرات تجرى للقاءات التي سيعقدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ستحضر حرب غزة ولبنان بقوة في محادثاته في 24 و25 من الشهر الحالي، علماً أن من بين رؤساء المنطقة الذين قد يلتقيهم، الرئيس الإيراني. وزارت السفيرة آن كلير لوجاندر المسؤولة عن ملف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واشنطن لإجراء مشاورات مع المسؤولين في البيت الأبيض والخارجية الأميركية حول الحرب في غزة وفي لبنان وخصوصاً الضغط على الأطراف لوقف الحرب في جنوب لبنان وتجنب توسيعها وتنفيذ القرار 1701. وتعوّل باريس على تطبيق القرار الدولي وترى أن الطرفين لا ينفذان القرار كما هو مطلوب ومن الأفضل تجنب أي تصعيد وهذا يتطلب التزاماً لبنانياً بالقرار 1701 بحيث يوقف “حزب الله” قصفه على إسرائيل وأن تتوقف إسرائيل عن خرق سيادة لبنان.
وترفض باريس مبدأ الاستمرار في العمل العسكري والقصف على الخط الأزرق طالما الحرب الإسرائيلية مستمرة في غزة لأن هناك حاجة للأمن في لبنان بما يتطلب أولاً أن يتوقف حزب الله عن قصفه على إسرائيل وأن تتوقف إسرائيل عن توسيع عملياتها في لبنان لأن الواقع السائد يمثل خطورة حين وقوع حادث يؤدي إلى اشتعال عام. ولم تتوقع باريس اشتعال الوضع كليا في لبنان لا بعد اغتيال إسماعيل هنية ولا بعد هجوم حزب الله على الجولان، لكنها بذلت جهوداً للحد من توسيع الحرب خصوصاً وأن أحداً لا مصلحة له في اشتعال الوضع.
وفي ملف توقيف الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة الذي كان صديقاً لفرنسا ترى باريس أن التعامل مع سلامة كان في اطار التعامل مع لبنان وكان بصفته حاكم البنك المركزي وأن هناك مساراً قضائياً جارياً في لبنان. وبالنسبة لمسالة انتخاب الرئيس في لبنان، ترى باريس أن مسؤولية انتخاب الرئيس هي أولا على السياسيين في لبنان والرئيس نبيه بري، فطالما لا يعقد اجتماع للبرلمان لانتخاب رئيس لن يكون هناك أي نتيجة وباريس ترى ضرورة انتخاب رئيس ليضمن عمل المؤسسات. وعلم أن المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أجرى محادثات مع المسؤولين السعوديين وهو على اتصال مع القطريين والدول الخمس وسيستمر في الضغط، ولكن لا يمكنه أن يعمل ما يجب على رئيس البرلمان القيام به أي فتح جلسة لانتخاب رئيس في لبنان. وتؤكد باريس أن لودريان سيزور لبنان والمنطقة قريبا بحسب "النهار".