يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قادة بولندا الخميس سعياً لموقف موحّد حيال أوكرانيا في وقت تثير الانتخابات الأميركية المقبلة والهجمات الروسية مخاوف جديدة.
ووصل وزير الخارجية الأميركي إلى بولندا بالقطار بعد زيارة تضامن مشتركة مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى كييف حيث تعهّدا القيام بمراجعة سريعة لطلبات أوكرانيا الحصول على إذن لتنفيذ ضربات في عمق الأراضي الروسية بواسطة صواريخ غربية.
وسيجتمع بلينكن بشكل منفصل في وارسو مع رئيس الوزراء دونالد توسك والرئيس أندريه دودا، وهما خصمان على رأس السلطة في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.
ورغم الانقسامات بشأن السياسة الداخلية، توحّدت المواقف في بولندا التي يربطها تاريخ قاتم مع موسكو، حيال دعم أوكرانيا منذ الغزو الروسي في 2022.
ويأمل بلينكن باغتنام الأشهر لأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتعاون مع الحلفاء من أجل ضمان دعم واسع ومستدام لأوكرانيا التي حصلت على مساعدات عسكرية واقتصادية غربية بمليارات الدولارات.
لكن انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر في الولايات المتحدة قد تحدث تحوّلاً كبيراً في موقف أكبر قوّة داعمة لأوكرانيا إذ رفض المرشّح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب الكشف خلال مناظرة تلفزيونية الثلاثاء إن كان يرغب بأن تنتصر أوكرانيا.
وأشارت وريثة الرئيس جو بايدن السياسية كامالا هاريس إلى بولندا والأصوات البولندية الأميركية في ولاية بنسلفانيا التي تحمل أهمية سياسية بالغة، إذ تعهّدت مواصلة الكفاح من أجل أوكرانيا.
"لقمة سائغة"
وقالت هاريس إنه ما لم تدعم الولايات المتحدة أوكرانيا، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيجلس في كييف وعيناه على باقي أوروبا".
وتوجّهت لترامب "لم لا تقول للبولنديين الأميركيين الـ800 ألف هنا في بنسلفانيا عن السرعة التي ستتخلّى فيها (عن أوكرانيا) من أجل الحصول على خدمة، وما تعتبرها صداقة مع من يُعرف عنه بأنه دكتاتور ستكون لقمة سائغة له؟"، في إشارة إلى تصريحات الرئيس السابق في الماضي عن إعجابه ببوتين.
ومنذ انتهاء الحرب الباردة، سعت بولندا التي تعد حليفة للولايات المتحدة للعمل مع ترامب خلال ولايته من العام 2017 حتى 2021.
والتقى دودا مع ترامب في نيويورك في نيسان/أبريل وأشاد كل منهما بسجل الآخر.
وتحدّث توسك، المقرّب من أوروبا والذي فاز في الانتخابات العام الماضي، عن إعادة الديموقراطية بعد الاستقطاب الذي شهدته البلاد، وهي قضية تعد ضمن أولويات بايدن.
استقبل بايدن هذا العام توسك ودودا معاً في البيت الأبيض على أمل إيصال رسالة بشأن وحدة الصف حيال أوكرانيا.
ولم يتردّد توسك في انتقاد أعضاء حزب ترامب الجمهوري المعارضين لمساعدة أوكرانيا.
وفي ظل تأخّر الكونغرس لمدة طويلة في إقرار مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، قال توسك إن رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون يتحمّل شخصياً المسؤولية عن سقوط "آلاف القتلى".
ويتوقّع أن يناقش بلينكن زيادة التنسيق مع بولندا التي تعد بوابة لوجستية رئيسية للدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.
وكثّفت بولندا شراء الأسلحة الأميركية منذ غزو أوكرانيا.
ووقّعت الشهر الماضي اتّفاقاً مع "بوينغ" لشراء 96 مروحية "أباتشي" لقاء مبلغ قدره 10 مليارات دولار.