رياضة

لماذا يُعتبر الدوري الإنكليزي الممتاز الأفضل في العالم؟

لماذا يُعتبر الدوري الإنكليزي الممتاز الأفضل في العالم؟

في عام 1992، أصبح دوري الدرجة الأولى لكرة القدم الإنكليزية هو الدوري الإنكليزي الممتاز، وانفصل عن اتحاد كرة القدم، بهدف الحصول على الاستقلال التجاري عن الدوريات الإنكليزية الأخرى، وكانت الفكرة هي زيادة صفقات البث والرعاية، وهو ما من شأنه أن يجلب المزيد من الأموال إلى اللعبة، وبالتالي مساعدة الأندية الكبرى في التنافس ضدّ أفضل الفرق في أوروبا.

كانت هذه الخطوة ناجحة بشكل كبير، وشهدت ارتفاع قيمة الدوري الإنكليزي الممتاز بشكل كبير على مدار الثلاثين عاماً الماضية، ليميّز نفسه عن الدوريات المحلية الأخرى في أوروبا، وأصبح الدوري الإنكليزي الممتاز هو الدوري الأكثر مشاهدة في العالم، حيث يقدّر عدد مشاهديه بنحو 1.87 مليار شخص حول العالم كل عطلة نهاية أسبوع.

لكنّ الجاذبية العالمية للدوري الإنكليزي الممتاز تتجاوز النجاح التجاري للمسابقة، ولديها العديد من الأسباب الأخرى التي تجعلها الدوري الأفضل في العالم، فعلى مدار أكثر من 30 عاماً من الدوري الإنكليزي الممتاز، نجح عدد كبير من اللاعبين المذهلين في إمتاع الجماهير بمهاراتهم المذهلة ولحظاتهم التي لا تُنسى.

ويبقى السؤال الأهم، لماذا يعتبر الدوري الإنكليزي هو الأفضل في العالم؟

يعتمد الدوري الإنكليزي الممتاز على تاريخ غني من الملاعب الشهيرة والأندية الأسطورية التي تجتذب المشجعين من كل حدب وصوب، ستجد السياح يأتون من جميع أنحاء العالم في كل يوم من أيام المباريات فقط لرؤية ملاعب مثل أولد ترافورد وأنفيلد.

ولا ينجذب المشجعون فقط إلى جاذبية الدوري، بل يتدفق أفضل المدربين واللاعبين في اللعبة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز للعب في أنديته، واختبار أنفسهم ضدّ أفضل فرق العالم، وتصل اللحظات الأسطورية من المسابقة إلى ما هو أبعد من الجزر البريطانية، وتُلهم أجيالاً من لاعبي كرة القدم للسير على خطى أبطالهم وكتابة تاريخهم الخاص لأندية الدوري الأكثر تتويجاً بالألقاب.

كل نادٍ شارك في المسابقة له تقاليده الفريدة التي تنتقل من جيل إلى جيل، تروي الأغاني والأناشيد الشهيرة تاريخ كل نادٍ للمشجعين القدامى والجدد، وتساعد في جعل الدوري الإنكليزي الممتاز الدوري الأكثر إثارة للمشاعر على هذا الكوكب.

الدوري الأكثر تنافسية في العالم

يمكن لأي فريق أن يهزم أي فريق، هذه هي سمات الدوري الإنكليزي الممتاز، فالمستوى العام لمسابقة الـ"بريميرليغ" يجعل من الصعب التنبؤ بنتائج كل مرحلة من المباريات، فالفرق التي تتنافس على قاع الدوري قادرة على انتزاع نقاط من بعض الفرق المنافسة على اللقب، إذا تهاونت الفرق المرشحة للفوز ولو للحظة وجيزة.

في الوقت الذي يهيمن فيه فريق أو فريقان على بعض الدوريات الأوروبية الأخرى لعقود من الزمن، فإنّ الدوري الإنكليزي يضمّ ثلاثة أو أربعة أو حتى خمسة فرق مرشحة للفوز بالمسابقة في بداية غالبية المواسم، وفي حين تمتع مانشستر سيتي بفترة هيمنة على ألقاب الدوري في العصر الحديث، إلّا أنه لم يخض موسماً واحداً سهلاً مع وجود فرق مثل ليفربول وأرسنال، والتي تدفعه إلى تقديم أقصى ما لديه للحصول على اللقب.

كما شهدت مسابقة الدوري الإنكليزي الممتاز فترات مختلفة من الفرق التي تصدّرت جدول الترتيب، سواء كان ذلك مانشستر يونايتد بقيادة السير أليكس فيرغسون في مواجهة أرسنال بقيادة أرسين فينغر، أو تشيلسي بقيادة جوزيه مورينيو الذي أفسد الوضع الراهن في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما فاز ليستر سيتي باللقب بشكل إعجازي في موسم 2015-2016، محققاً واحدة من أكثر قصص الفرق الأضعف غير المتوقعة في تاريخ اللعبة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الدوري يتمتع أيضاً بالعديد من مباريات الـ"ديربي" القوية في جميع أنحاء المسابقة، وهي مباريات الـ"ديربي" المحلية مثل "ديربي مانشستر" و"ديربي الميرسيسايد" و"ديربي شمال لندن"، كلها مباريات يعشقها المشجعون كلما أصدرت قائمة مباريات الموسم، إلى جانب المنافسات التاريخية الأخرى، مثل مانشستر يونايتد وليفربول، والمثير أنّ غالبية عطلات نهاية الأسبوع تتضمن مباراة تضيف نكهة إليها مثل المباريات المذكورة، وكل ذلك يساعد في خلق الأجواء الرائعة التي اشتهر بها الدوري.

أرض الاختبار

أصبح الدوري الإنكليزي الممتاز بمثابة أرض اختبار للمواهب المتميزة في كرة القدم الأوروبية، وقد أدّى الجدول المزدحم والمنافسة الشديدة في الدوري إلى استبعاد بعض الأسماء الكبيرة بسبب شدّة المنافسة، وقد فشل العديد من اللاعبين الذين صنعوا اسماً لأنفسهم في القارة في إحداث تأثير، بعد انتقالهم مقابل أموال طائلة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز.

ومع ذلك، بالنسبة إلى الذين يستطيعون مواكبة المتطلبات العالية للدوري الإنكليزي، فإنّ المكافآت كبيرة، فإذا تمكن اللاعب من إثبات نفسه على أعلى مستوى في الدوري الإنكليزي الممتاز، فيُسجَّل إلى الأبد في كتب التاريخ باعتباره أسطورة من أساطير اللعبة، على غرار المصري محمد صلاح الذي صنع تاريخاً غير متوقع مع نادي ليفربول.

يقرأون الآن