لماذا يفرّ أكراد العراق إلى أوروبا؟

مهاجرون عالقون على الحدود مع بيلاروسيا - أرشيفية

تحت عنوان "لماذا يفرّ أكراد العراق إلى أوروبا؟"، نشر موقع 24.ae خبرًا، لفت فيه إلى أن النائب العراقي سركوت شمس الدين سلّط في موقع " ناشيونال إنترست" الأمريكي، الضوء على هجرة الأكراد من كردستان العراق إلى أوروبا، مشيراً إلى أن أوروبا في صدد مواجهة أزمة إنسانية أخرى على أبوابها، وهذه المرة على حدود بيلاروسيا.

لا يزال الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يدعمان حكومة إقليم كردستان، مفضلين الصمت في مواجهة كل الإساءات للديمقراطية وحكم القانونوكما في السابق، فإن الكثيرين من المهاجرين الذين ينتظرون العبور إلى الإتحاد الأوروبي، هم من الشرق الأوسط، فيما يضم هذا المشهد الكثيرين من أكراد العراق، وفقاً للتقارير.

وبخلاف 2015، فهم لا يفرون من تنظيم "داعش" أو الحرب، وإنما يهربون من وضع ينطوي على إخفاقات سياسية وتجاهل من حكومتهم. ولعبت أوروبا والولايات المتحدة دوراً في مفاقمة الأزمة.

وإستناداً إلى تقارير صدرت مؤخراً، هناك نحو خمسة آلاف مهاجر على الحدود البيلاروسية مع بولندا. واختار المهاجرون بيلاروسيا، لأنها واحدة من الدول التي تمنح تأشيرة دخول للعراقيين لدى وصولهم إلى أراضيها، وهذا تعديل أدخله الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو مؤخراً كي يستخدم مسألة الهجرة، سلاحاً للإنتقام من الإتحاد الأوروبي الذي ينتقد بإستمرار سجل حقوق الإنسان في بلاده. وتملك بيلاروسيا حدوداً طويلة مع بولندا وتعتبر أكثر آماناً للعبور نحو الإتحاد الأوروبي، من طريق بحر إيجه. ورداً على ذلك، نشرت بولندا 15 ألف جندي على حدودها لمنع هؤلاء المهاجرين من دخول البلاد. وقد توفي عدد من المهاجرين بسبب ظروف الطقس السيئة.

طلبات مساعدة

وبصفته نائباً عراقياً، تلقى الكاتب عشرات المكالمات الهاتفية من ناخبين في دائرته يطلبون المساعدة لأقاربهم الموجودين على الحدود البيلاروسية. وسبق له أن تعامل مع مسألة لاجئين أكراد وصلوا إلى مدينة إعزاز السورية التي تسيطر عليها المعارضة. وهناك لاجئون أكراد في ليبيا، كانوا من ضمن حالات معقدة ليس من السهل التوصل إلى حل لها. كما يعاني اللاجئون الأكراد في مخيمات اللجوء الإيطالية والفرنسية. وعلى رغم كل هذه المخاطر، تستمر أعداد العائلات الكردية التي تغادر المنطقة بالتصاعد يوماً بعد يوم.

ومن أجل تخفيف الضغط على الحدود البيلاروسية، قررت الحكومة العراقية في أغسطس (آب)2021، وقف الرحلات الجوية المباشرة بين العراق وبيلاروسيا وعلقت إجراءات منح التأشيرات لدخول بيلاروسيا. وفضلاً عن ذلك، أطلقت السلطات العراقية حملة توعية وشرح للمخاطر المرتبطة بالهجرة غير الشرعية، لكن هذه الخطوات لم تمنع الناس من محاولة استخدام طرق التفافية عبر بيروت وإسطنبول. ونشر المهاجرون فيديوهات وتحديثات على الفيس بوك، يهاجمون فيها حكومة إقليم كردستان ويعبرون عن تصميمهم على الوصول إلى أوروبا بأي ثمن.

أمريكا وأوروبا

ومع ذلك، لا يزال الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يدعمان حكومة إقليم كردستان، مفضلين الصمت في مواجهة كل الإساءات للديمقراطية وحكم القانون. ولذلك، ينظر الكثير من الناس إليهما على إنهما شريكان في هذه الإنتهاكات من خلال تعويمهما للنخبة الكردية الحاكمة.

ويعلم كثيرون أن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي يسمحان لسياسيين أكراد بشراء عقارات وشركات في الغرب بعشرات مليارات الدولارات التي حصلوا بواسطة الفساد.

والشهر الماضي عندما ترشح شمس الدين مجدداً للإنتخابات النيابية، قال له الكثيرون من أبناء دائرته إنهم يثقون به، لكنهم لن يقترعوا للأنهم يعتقدون أن الإنتخابات في ظل النخبة الحاكمة حالياً لن تحدث أي تغيير بالنسبة إليهم. وكانوا يناقشون خيارين: إما تغيير الأحزاب الحاكمة حالياً بالقوة أو مغادرة البلاد نهائياً. وقد تبنى كثيرون منهم الخيار الثاني، لكن أولئك الذين يؤمنون بالخيار الأول يزدادون يوماً بعد يوم. وإذا لم تكن ثمة وسائل لتغيير الأمور سلمياً، فإنه عاجلاً أم آجلاً، ستعالج المسائل التي كان يمكن معالجتها في الوطن، على أبواب الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

24.ae

يقرأون الآن