عربي ليبيا

سيف الإسلام قد يقلب موازين الانتخابات.. ويهدد حظوظ حفتر

سيف الإسلام قد يقلب موازين الانتخابات.. ويهدد حظوظ حفتر

سيف الإسلام القذافي يترشح لانتخابات الرئاسة في ليبيا - رويترز

تحت عنوان "ترشح القذافي قد يقلب موازين الانتخابات الليبية.. ويهدد حظوظ حفتر"، نشر موقع الحرة خبرًا، أشار فيه إلى ظهور سيف الإسلام القذافي بزي شبيه بزي والده، حيث ظهر نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، الأحد، وهو يقدم أوراق ترشحه لخوص الانتخابات الرئاسية في ليبيا، في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة ضربة قوية لحظوظ قائد "قوات الجيش الوطني" الجنرال خليفة حفتر.

ويعتقد محللون أن القذافي سيتجذب كثيرا من أنصار المشير حفتر، في حين كشفت وثائق أن القذافي تفاخر أمام عناصر في قوات فاغنر الروسية بأن 80% من أنصار حفتر سيدعمونه كحاكم، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة البريطانية في بنغازي، أحمد المهداوي، أن 50% من مؤيدي حفتر كانوا من كتائب جيش القذافي، لكن انضمامهم لنجل القذافي مرة ثانية يتوقف على المشروع الانتخابي لكل منهما.

وذكر المهداوي في تصريحات لموقع "الحرة" أن ترشح القذافي سيؤثر على المشهد الانتخابي في ليبيا برمته، وأشار إلى أن "قوة القذافي وحفتر متساويتان، وإن كانت كفة الأخير ترجع بعد أن نجح في القضاء على الإرهاب، بينما يعول القذافي على فشل ثورة فبراير".

وذكر المحلل السياسي محمد الأسمر، أن كثيرين من مؤيدي حفتر هم أنصار "التيار الأخضر"، تيار معمر القذافي، وكانوا يدعمون عمليته العسكرية وتوحيد صفوف الجيش، لكنهم سيصوتون لسيف الإسلام.

والثلاثاء، قدم حفتر أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا، وذلك بعد نحو شهرين على توقفه عن أداء مهامه العسكرية.

الغموض سيد الموقف

المحلل السياسي عبدالله الكبير، يرى من جهته، أنه من المبكر الحديث عن فرص المرشحين للانتخابات، مشيرا إلى أن "الغموض هو سيد الموقف حاليا بالنسبة للانتخابات الرئاسية. فقد تلغى أو تؤجل".

ولفت الكبير في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أن "كلاهما مطلوب للمثول أمام القضاء. وحفتر لديه جنسية أميركية".

والأحد، طلب وكيل النيابة بمكتب المدعي العام العسكري في ليبيا من المفوضية العليا للانتخابات، إيقاف أي إجراءات تخص ترشح كل من سيف الإسلام القذافي، وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر، في انتخابات الرئاسة الليبية، وذلك لاتهامهما بارتكاب جرائم حرب، بحسب مراسل "الحرة".

وكشف عن الطلب القضائي في اليوم الذي قدم فيه سيف الإسلام القذافي أوراق ترشحه للانتخابات.

وكانت مجموعة مسلحة في مدينة الزنتان، جنوب غربي طرابلس، قبضت على القذافي في نوفمبر 2011، وحكم عليه بالإعدام في محاكمة قصيرة.

لكن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه إلى سلطات طرابلس أو المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال الثورة التي أسقطت نظام حكم والده في فبراير 2011.

وقضت محكمة في طرابلس بإعدام سيف الإسلام غيابيا في 2015 إثر اتهامات بارتكاب جرائم حرب تتضمن قتل محتجين خلال الانتفاضة. وقالت المحكمة الجنائية الدولية في حينه إن المحاكمة لم تف بالمعايير الدولية.

وتطلب المحكمة الجنائية الدولية التي مقرها لاهاي، أيضا باعتقاله بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" بعد حديث مع القذافي في 30 يوليو الماضي، إن القذافي "مقتنع بأن هذه المسائل القانونية يمكن التفاوض بشأنها إذا اختارته غالبية الشعب الليبي زعيما"، مشيرة إلى أن "سيف يعتقد على ما يبدو أنه وحده يستطيع تمثيل دولة لجميع الليبيين".

وثمة شكوك كثيرة حول إجراء الانتخابات في موعدها، بسبب رفض المجلس الأعلى للدولة لقوانين الانتخابات. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر القادم، على جولتين.

وقالت فيرجيني كولومبييه، الخبيرة في الشؤون الليبية في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا، لصحيفة الإندبندنت البريطانية: "حتى إذا لم يُسمح للقذافي بالترشح ولم تُجر الانتخابات، فإن ترشحه يضفي الشرعية عليه كلاعب سياسي وصاحب نفوذ في أي تسوية سياسية ليبية مستقبلية".

دعم روسي

وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن سيف الإسلام يتلقى دعما من روسيا، وهي الداعم الرئيس لخليفة حفتر. وقال طارق المجريسي، الخبير في شؤون ليبيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن هناك "علاقات واضحة بين روسيا وسيف الإسلام".

وفي العام الماضي، كشفت وثائق، حصلت عليها وكالة بلومبيرغ، أن القذافي التقى ثلاث مرات مع عملاء لفاغنر، ساعدوه في الترويج لنفسه كلاعب سياسي في ليبيا على وسائل التواصل الاجتماعي.

من جانبه، قال الكبير إن ترشح سيف القذافي هو "رد روسي على الموقف الأميركي المصر على إجراء الانتخابات؛ لإحداث الإرباك المطلوب ثم إفسادها تماما".

وأضاف: "سيف هو الخيار الأول لروسيا يليه حفتر. فروسيا تعول على أحدهما لتشريع وجودها المسلح في ليبيا. وأشار إلى موسكو تفضل القذافي لسببين: الأول العلاقات المتميزة السابقة مع نظام والده، والثاني: "عدم توفر الثقة التامة في حفتر باعتباره عميلا سابقا للمخابرات الأميركية".

لكن المهداوي استبعد وجود اتصال روسي مع القذافي، مرجعا ذلك إلى أن حفتر هو من يملك القوة على الأرض وليس القذافي.

مرشحون أخرون

ويتوقع مراقبون أن يعلن كل من رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس الحكومة الحالية، عبد الحميد دبيبة، ورجل الغرب القوي، وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، ترشحهم في الانتخابات، وهو ما قد يؤدي إلى تفتت أصوات الناخبين في الشرق والغرب.

ويرى الأسمر أن ترشح صالح سيفقد حفتر جزءا آخر من أصوات الشرق الليبي، لأن المكون الاجتماعي ينحاز إلى صالح، لأنه من قبيلة العبيدات التي تمتلك تحالفات كبيرة مع العائلات في منطقة الشرق.

وذكر المحلل السياسي، عضو مجلس إدارة جمعية الشؤون الليبية، منذر الحوارات، في حديث سابق لموقع "الحرة" بأنه "للقذافي الابن نصيب كبير من فرص الفوز"، قائلا: "أنصار النظام السابق سيمنحون أصواتهم لسيف الإسلام، بينما ستتوزع الأصوات في معسكر ١٧ فبراير لاسيما بين حفتر ورجل الغرب الليبي، فتحي باشاغ".


الحرة

يقرأون الآن