دولي

البحر الأبيض المتوسط يتحول لـ"مقبرة اللاجئين العائمة"

البحر الأبيض المتوسط يتحول لـ

الكثير من القوارب تتعرض لحوادث غرق في البحر نتيجة لعدة عوامل - رويترز

تستمر محاولات اللاجئين للوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، وتنطلق قوارب المهربين من شمال أفريقيا ومن لبنان وسوريا وتركيا، وهي محملة بالآلاف دون وسائل أمان أو إنقاذ.

وتتعرض الكثير من القوارب لحوادث غرق في البحر نتيجة لعدة عوامل، مثل الطقس السيئ، والحمولة الزائدة، حيث أصبح البحر الأبيض المتوسط "مقبرة عائمة" للاجئين، وفقا لصحيفة "الغارديان".

ولقي أكثر من 75 لاجئا مصرعهم، بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم قبل أيام، نتيجة عاصفة أدت لأمواج عاتية قبالة سواحل ليبيا، أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.

ووصفت الأمم المتحدة حادثة الغرق هذه بأنها "واحدة من أكثر حوادث حطام السفن دموية هذا العام".

وأنقذ صيادون 15 لاجئا، ونقلوهم إلى ميناء زوارة في شمال غرب ليبيا. وقالوا إن هناك حوالي 92 شخصا كانوا على متن السفينة عندما وقع الحادث في 17 نوفمبر الحالي.

ومعظم الذين لقوا مصرعهم جاءوا من أفريقيا، وتحديدا من جنوب الصحراء الكبرى، وبالتالي فإن غالبية هؤلاء لا يعرفون السباحة لأن دولهم بعيدة عن البحار والمحيطات.

وتنقل الصحيفة عن أعضاء بفرق إغاثة قولهم إن المهربين يرسلون مئات اللاجئين إلى البحر، متجاهلين الطقس العاصف، وعادة ما تنتهي مثل هذه الرحلات بمأساة.

ويشهد البحر الأبيض المتوسط العديد من عمليات التهريب نحو أوروبا عبر البحر، وخاصة في فصل الصيف عندما تكون المياه دافئة والطقس ليس عاصفا.

وقال فلافيو دي جياكومو، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM): "في نوفمبر، وعلى الرغم من سوء الأحوال الجوية، ازداد عدد اللاجئين الذين غادروا ليبيا، لمحاولة الوصول إلى أوروبا".

وأشار إلى خطورة عمليات التهريب في ظل العواصف، وإلى أهمية "وجود استجابة فورية لنداءات الاستغاثة". وأضاف أن "أي تأخير في عمليات الإنقاذ، ولو لخمس دقائق، يمكن أن يؤدي إلى إحداث فرق بين حياة أو موت" اللاجئين.

وذكرت منظمة أطباء بلا حدود، الأسبوع الماضي، أنه تم العثور على 10 لاجئين ميتين في قارب خشبي "شديد الاكتظاظ" قبالة الساحل الليبي.

وفي سياق متصل، أعلن مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، السبت الماضي، أن البحرية اللبنانية أنقذت زورقا يقل عشرات اللاجئين، غادر لبنان متجها غربا عبر البحر الأبيض المتوسط، لكنه تعطل قبالة الساحل.

وهذه أحدث رحلة لفارين من الانهيار الاقتصادي المتفاقم في لبنان، حيث يعيش حوالي 75 في المئة من السكان حاليا تحت خط الفقر، وفقا لأسوشيتد برس.

واقتحمت قوى الأمن الداخلي، الجمعة الماضي، منتجعا شاطئيا في بلدة القلمون شمال لبنان، وأحبطت محاولة تهريب 82 رجلا وامرأة وطفلا إلى أوروبا. وقالت الشرطة إن الركاب سددوا 5000 دولار عن كل شخص (لتهريبه)، وإنها اعتقلت أحد المهربين.

والعام الماضي غرق عدد من اللبنانيين في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا. وتم إنقاذ مئات منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان أواخر عام 2019.

ووفقا لأحدث إحصائية نشرتها الصحيفة، لقي نحو 1300 شخص مصرعهم أو فقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط ​​منذ بداية العام. وفي أبريل الماضي، غرق أكثر من 120 لاجئا في حادثة واحدة.

ومنذ منذ بداية أكتوبر الماضي، لقي ما يقرب من 170 شخصا من أفريقيا والشرق الأوسط مصرعهم بسبب الأمواج أو البرد.

الحرة

يقرأون الآن