واصلت الصحف العمانية اهتمامها بزيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة الى دولة قطر تلبية لدعوة رسمية من أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من أجل فتح سبل جديدة لدعم التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات، ولا سيما استكمال مسيرة التعاون الثنائي.
وأشادت صحيفة عمان، بتاريخية العلاقات القطرية العمانية، مسلطة الضوء على "العلاقات السياسية والاجتماعية" ووصفتها بـ"العلاقات القديمة ذات الجذور السياسية والاجتماعية والثقافية عندما كان التاريخ واحدًا وكانت الجغرافيا وحدة لا تتجزأ."ونوهت الصحيفة بحفاوة الاستقبال التي لاقاها جلالة السلطان لدى وصوله للدوحة، "عندما استقبلت دولة قطر أرضا وشعبا وأميرا، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- بتلك الحفاوة فإنها كانت تستقبل في شخص جلالته كل تلك الجذور التاريخية والاجتماعية في بعدها الجغرافي."و"تلك الجذور يمكن أن تكون اليوم أفضل أرضية تقف فوقها الرغبات الجديدة في تعزيز التقارب من نوافذ المشروعات الاقتصادية الثنائية بين البلدين والتعاون المثمر في مختلف المجالات ليس بدءا من الاستثمار، وليس انتهاء بالجوانب العسكرية والأمنية العليا. وأشارت الصحيفة الى الاتفاقيات الموقعة أول أمس بين قطر والسلطنة، مشددة على أنها تفتح آفاقا جديدة للشراكة الحقيقية بين البلدين وتتويجا عصريا لذلك الامتداد التاريخي.
رسالة السلطان
من جهتها، اشارت جريدة الرؤية العمانية، الى الزيارة السامية التي أداها الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بالدوحة في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها جلالته إلى دولة قطر الشقيقة.
ونشرت الجريدة كلمة جلالة السلطان، التي خطها بيده في سجل كبار الزوار بالمدينة التعليمية بالدوحة، حيث أثنى جلالته على رعاية حضرة صاحب السمو، للعلم والمعرفة، معربا عن سروره بزيارة المدينة التعليمية وعلى ما تحتضنه من معاهد تعليمية وبحثية وجامعات مرموقة.
وتحدثت الرؤية، عن زيارة جلالة السلطان الى مكتبة قطر الوطنية حيت تم تقديم نبذة عن المكتبة والوظائف الرئيسية التي تقوم بها وما تضمه من مصادر ومراجع ومخطوطات تخدم الباحثين والطلبة في مختلف الحقول العلمية والأدبية وما تحتويه من نُظم أرشفة متطوّرة ومرافق وخدمات. وذكرت أن جلالته، دوّن أيضا في سجل كبار الزوّار بالمكتبة الوطنية، أشاد فيها بجهود دولة قطر الشقيقة بقيادة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وحرصه على الارتقاء بالتعليم والابتكار وتنمية المجتمع.
وكتب حاتم الطائي رئيس تحريرجريدة الرؤية، مقالا بعنوان "عُمان وقطر نحو المجد"، حيث أشار الى أن العمانيين يحملون في قلوبهم مشاعر خاصة تجاه أشقائهم القطريين.
وأكد أنَّ "العلاقات بين عُمان وقطر تزداد رسوخًا في ظل الحرص المتبادل من قيادتي البلدين على تقوية أواصر التعاون وتعزيز عرى الشراكة، متابعا "والمتتبع للسياسات الخارجية لكلا البلدين يجد توافقًا في وجهات النَّظر حول العديد من القضايا والملفات، بهدف إحلال السلام والوئام في أنحاء العالم. فعُمان وقطر حريصتان على تحقيق الاستقرار إقليميًا ودوليًا، وتجلى ذلك في الكثير من المواقف والسياسات المُؤيدة للحلول الدبلوماسية، والسعي لبناء شراكات دولية قائمة على التَّعاون والمصالح المشتركة."
وعلى المستوى الاقتصادي، قال رئيس تحرير جريدة الرؤية، "الشراكة الاقتصادية بين عُمان وقطر، مُقبلة على مزيدٍ من التَّعاون والمشروعات المشتركة؛ فما يزخر به البلدان من مقومات جديرة بأن تُعزز من العلاقات التجارية والاقتصادية. ولا شك أنَّ قطر مستثمر قوي وكبير في مختلف المجالات، وزيادة الاستثمارات القطرية في عُمان من شأنها أن تعود بالنفع على كلا الطرفين."
تقارب وإخاء
وفي مقال بصحيفة الوطن العمانية، كتب الدكتور محمد بن حمد الشعيلي عضو مجلس الدولة العماني، تحت عنوان"مسقط والدوحة.. تاريخ من التقارب والإخاء"، حيث أشاد بالعلاقات بين دولة قطر وسلطنة عمان، قائلا: "احتفظت العلاقات العُمانية القطرية منذ نشأتها بخصوصية واضحة، وبطابع مميز من العلاقات على المستويين الرسمي والشعبي،" مضيفا " انعكست في التقارب الكبير بين البلدين في مختلف الجوانب، خصوصا السياسية والاجتماعية منها، وطوال أكثر من 50 عاما كان التقارب حاضرا بين القيادتين، وكانت المباحثات بين الطرفين وتبادل وجهات النظر حاضرة على الدوام فيما يخص أوضاع منطقة الخليج العربي ومستقبلها، ولم تنقطع الزيارات بين مسقط والدوحة والتواصل بينهما من أجل العمل على إرساء الاستقرار في المنطقة والدفع بها نحو آفاق أعلى بما يحقق طموحات شعوبها، وتحقيقا للأهداف التي أنشئ من أجلها مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
واشار الدكتور الى أن القواسم التاريخية المشتركة بين الدولتين الشقيقتين، "هو أن كلتيهما تشاركتا بداية النهضة ومسيرة التنمية في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وكان قرار تبادل السفراء بين الدولتين في عامي 1973 و1974م نقطة تحوُّل كبيرة في مسيرة التعاون المشترك، والتداخل الكبير بين عُمان وقطر على مستوى القيادتين والشعبين، فأخذت العلاقات في نمو متصاعد، ونشأت علاقات استراتيجية بين الدولتين أقل ما نصفها بالنموذجية." وأضاف "نستطيع القول ـ بكل ثقة ـ بأن العلاقات بين مسقط والدوحة تعد من العلاقات الدولية والإقليمية التي يحتذى بها في العلاقات الناجحة بين الدول الشقيقة والصديقة."
مصالح متبادلة
ومن جهته، ذكر المحلل علي المطاعني في جريدة الشبيبة، أن زيارة جلالة السلطان إلى دولة قطر الشقيقة تتويجاً للعلاقات العمانية القطرية التي تشهد تطوراً ملحوظاً على العديد من المستويات والأصعدة، لاسيما الاقتصادي، وهو ما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ويترجم الروابط والمصالح المتبادلة، فضلا عن الرؤى المشتركة في المواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وتطابق وجهات النظر في الكثير من المسائل الثنائية والإقليمية المهمة.
وأضاف المطاعني، "مما يشكل انطلاقة كبرى تبنى على هذه العلاقات، وتجعل من هذه الزيارة خطوة أخرى نحو تعزيز هذه العلاقات المتينة، ودافعا قويا نحو مستويات أكبر، تعكس طموحات قيادة البلدين وتطلعات الشعبين إلى ما هو أكبر، لخدمة أبناء البلدين التواقين إلى مرحلة مفصلية من العلاقات والشراكات الإستراتيجية الهادفة إلى المزيد من التعاون وتبادل المصالح."
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين قال المحلل، "من حسن الطالع أن العلاقات الاقتصادية بين السلطنة ودولة قطر الشقيقة قد شهدت قفزات في الفترة الأخيرة". وأضاف أن ذلك يدلل على أن مجالات التعاون الاقتصادي الذي يقود مسارات التعاون بين الدول في هذه المراحل كبيرة، ويمكن أن تتطور إلى الأفضل، بالاستفادة من الأرضية الصلبة التي تقوم عليها هذه العلاقات، والاستفادة من المزايا والتسهيلات المتوفرة التي تسعى حكومة البلدين إلى تجسيدها لدعم الاستثمارات المشتركة، وتسهيل فرص العمل لمستثمرين من كلا البلدين، وإعطاء أفضلية في التبادلات التجارية والتعاملات البينية، مما يفرض على القطاع الخاص في السلطنة ودولة قطر إيلاء المزيد من الأهمية للتعاون الاقتصادي، وفتح آفاق أوسع للاستثمارات والتبادلات التجارية بين البلدين.