روى جرّاح القلب رئيس قسم جراحة قلب الأطفال والبالغين بمستشفى "كليفلاند كلينك"، الدكتور السعودي "هاني نجم"؛ تفاصيل العملية النادرة التي أجراها وفريقه لسيدة حامل في الشهر الرابع، وفيها تمّ استئصال ورمٍ ملتصقٍ بقلب جنينها كان يؤثر في أدائه.
في التفاصيل، أوضح نجم؛ لـ"سبق"، أنه جرى تشكيل فريق طبي في مستشفى "كليفلاند كلينك" من تخصصات طبية عدة، وأُجريت لها العملية؛ حيث أُعيد الجنين إلى رحم أمه، وقد وضعته في الشهر التاسع، ولا يعاني أي مضاعفات، وهو بصحة جيدة، مشيراً إلى أن العملية من العمليات النادرة الخطيرة التي تُسجل للطب السعودي ورسالته الإنسانية.
وبيّن "منذ البداية تمّ تشخيص المريضة بوجود ورمٍ ملتصقٍ بقلب جنينها ذي الشهر الرابع ويؤثر في أدائه؛ حيث حُوّل إلينا وتمّ تشخيصه بالأشعة، واتضح أن الورم في طور النمو وتسبّب في هبوطٍ بالقلب، فجهّزنا فريقاً طبياً مكوّناً من: مُخدّر، وطبيب مختص بالقلب، وطبيب نساء وولادة، وطبيب علم الأجنة، وشخصى كجرّاح قلب".
وتابع: "تمّ تخدير الأم وفتح البطن ثم فتح الرحم والوصول للجنين واستئصال الورم، وبقي الجنين متصلاً بالمشيمة، كما هي عادة الجنين، وإرجاعه للرحم، وقفل الرحم والبطن، وخرجت الأم بعد أربعة أيامٍ من العملية وولدت في الشهر التاسع، وهو يتمتع بعمر 4 أشهر، وهي عملية تشكّل خطورة على الأم والجنين، لكن ولله الحمد، تكللت بالنجاح".
وأردف: "كان قرار العملية واضحاً لأن ترك الجنين سيؤدي إلى الوفاة، وكان لا بد من أخذ المخاطرة هذه، فتقدم العمل يكون دائماً مبنياً على علمٍ سابقٍ وخبرةٍ في المجال، والأخذ في الحسبان مستوى الخطورة، ولله الحمد تكوّنت هذه الأركان في هذا القرار.
وعن ردود الأفعال، قال نجم لـ"سبق": بالنسبة لردود الأفعال شيءٌ يثلج الصدر أن أرى الدعم الكبير والكلمات الجميلة من وطني والشعب، وأنا نتاج تعليمنا المدرسي السعودي والجامعي كذلك؛ ولذلك نشارك هذا العالم هذا العلم، وتغريدة السفيرة السعودية بأمريكا الأميرة ريما بنت بندر؛ منحتني الثقة والفخر بدعم قيادة وطننا العزيز، ولي الفخر أن أكون ابن هذا الوطن الذي تربينا فيه، ولعل الله يقدّرنا لرد هذا الجميل لهذا الكيان العظيم".
سبق