أفادت وكالة وسائل الإعلام المحلية بأن "السفير الإيراني في موسكو، كاظم جلالي، أعلن يوم الأحد أن الرئيس مسعود بزشكيان، سيشارك في قمة الدول الأعضاء في منظمة بريكس، والتي من المقرر أن تُعقد في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان الذاتية الروسية من 22 إلى 24 تشرين الأول/ أكتوبر، وبما أن إيران تولي اهتماما بالغا بهذه المنظمة ومثيلاتها قبيل شانغهاي، فإن السؤال الذي يُطرح بإلحاح ما الذي تبحث عنه طهران من وراء الانضمام إليها؟".
إلى ذلك سبق وأن قال السفير الإيراني في روسيا لوكالة "تاس" بأن مسعود بزشكيان سيزور قازان في شهر أكتوبر للمشاركة في قمة الدول الأعضاء في بريكس، وخلال هذه الزيارة سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا وبهذا ستكون هذه الزيارة ثاني زيارة خارجية لبزشكيان في منصب رئيس الجمهورية بعد زيارته إلى العراق.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشار في لقائه مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، الأسبوع الماضي إلى انعقاد قمة بريكس المقبلة قائلاً: "روسيا تنتظر الرئيس الجديد لإيران في قمة بريكس في قازان، سأعقد اجتماعاً منفصلاً مع الرئيس الإيراني خلال القمة".
وأضاف الرئيس الروسي، مشيراً إلى اتفاقية التعاون الشامل طويلة الأمد بين البلدين: "روسيا تنتظر زيارة منفصلة من الرئيس الإيراني لتوقيع اتفاقية جديدة للشراكة الاستراتيجية".
إحدى أهم مزايا الانضمام إلى هذا التجمع، خاصة بالنسبة لإيران وروسيا اللتين تخضعان لأشد العقوبات الغربية، هي مزية "بنك التنمية الجديد" التابع لدول البريكس، وهذا البنك، الذي يوصف بأنه بنك تنمية متعدد الجنسيات، يوفر نظاماً لإعلان المدفوعات للدول الأعضاء، ويُعد بديلاً لنظام "سويفت" (نظام الاتصالات المالية بين البنوك العالمية)، والذي حُرمت كل من إيران وروسيا من الوصول إليه حالياً بسبب العقوبات الأميركية.
والأمر الآخر الذي تسعى إيران إلى الاستفادة منه جاهدة ويعد أحد أهداف البريكس الأخرى هو الانفصال عن الدولار كعملة معيارية للتجارة الدولية وبسبب العقوبات المالية تواجه إيران صعوبات جمة في هذا المجال.
وبالإضافة إلى ذلك، تحاول طهران استغلال التوترات المتزايدة بين الغرب وروسيا والصين، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة خلال العقود الأخيرة، خاصة بعد هجوم روسيا على أوكرانيا وفرض العقوبات الواسعة على موسكو لتعزز مكانتها بين الدولتين وكسر العزلة السياسية والاقتصادية المفروضة عليها.
ومن جهة أخرى، وبسبب توتر علاقاتها بالعواصم الغربية وعدم تحقق تقدم في مجال الملف النووي، لا تزال طهران تواصل اتباع سياسة "التوجه نحو الشرق" رغم وعود الرئيس الجديد ببدء الحوار مع الدول الغربية.
وفي سياق، التوجه نحو الشرق وقعت إيران خلال الأشهر الماضية، اتفاقيات مع رؤساء دول طاجيكستان وتركمانستان وكازاخستان، في آسيا الوسطى، شملت مجالات النقل والترانزيت، ما يعكس السياسة الجديدة لإيران في هذا المجال خاصة وأن هذه الدول تشكل حلقة الوصل الجغرافي بين إيران وكل من الصين وروسيا.
ويمكن النظر إلى مذكرات التفاهم بين إيران وهذه الدول الثلاث في آسيا الوسطى على أنها تتماشى مع مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وكذلك مع الاتفاقية الاستراتيجية لمدة 25 عاماً بين إيران والصين، والتي لم تُفصح بعد عن تفاصيلها، وتأمل إيران ترجمة هذه العلاقات من خلال بريكس في تحقيق أهدافها لإنعاش اقتصادها المتعثر.
ما هو بريكس؟
اسم "بريكس" هو الجمع بين الأحرف الأولى باللغة الإنكليزية لأسماء الدول التي شكلت هذه المنظمة لأول مرة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وبعد إعلان الرئيس الجنوب الأفريقي في 24 آب/ أغسطس 2023 خلال قمة البريكس المنعقدة في بلده عن قبول انضمام خمس دول جديدة للبريكس وهي المملكة العربية السعودية، والإمارات، ومصر، وإثيوبيا، وإيران، وذلك اعتباراً من 1 كانون الثاني/ يناير 2024 من المتوقع أن يتم تغيير الاسم إلى "بريكس بلاس" إلا أن العضوية الرسمية الكاملة لجميع هذه الدول لم يتحقق بعد.
وعقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة البرازيل وروسيا والهند والصين المعروفة باسم "بريك" في يكاترينبورغ بروسيا في حزيران 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية.
تشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب 40% من سكان الأرض، ويتوقع البعض أنه بحلول عام 2050 ستنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم حالياً.